رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

القبطان محمد حسام: رئيس أكاديمية النقل البحري يستولي على 25 % من ميزانيتها.. والتدريس على «المزاج»

محرر النبأ في حواره
محرر النبأ في حواره مع القبطان البحري

مواجهتي للفساد، كلفتني ضياع 20 سنة من عمري في خدمة الأكاديمية.. بهذه الجملة أوجز القبطان محمد حسام، المدرس بالأكاديمية العربية للنقل البحري، تفاصيل مأساة عاشها، وأدت إلى إصابته بمرض لا علاج له؛ نتيجة تعرضه للاضطهاد، رغم تفوقه في عمله. 


وخلال حواره مع "النبأ"، كشف القبطان عن أسرار إدارة العمل وفقًا للأهواء داخل الأكاديمية، مما أدى لانهيار مستوى التعليم بها، وسيطرة شبح البطالة على الخريجين؛ لانخفاض مستواهم، وإلى المزيد. 


نود في البداية أن نتعرف على تاريخك البحري؟ 
أنا خريج الأكاديمية البحرية، الدفعة الثامنة (أ)، عام 1981، وأنهيت دراستي بتفوق، وحصلت على شهادة ضابط في يونيو 1983، وتدرجت في العمل على السفن، حتى حصلت على شهادة أعالي البحار في يناير 1995، ثم عملت على العديد من السفن التجارية لعدة سنوات، وبعدها بدأت العمل بالوظائف الإدارية في الشركات الملاحية، حتى درجة مدير أسطول، ثم بدأت العمل بالأكاديمية العربية منذ عام 1999، كمحاضر لبعض الوقت بقسم الملاحة البحرية، ومحاضر متعاقد، ثم محاضر معين على السفينة "عايدة 4"، ثم انتقلت للعمل محاضرًا بقسم الملاحة البحرية في "أبوقير"، كما أضفت تعديلا على غرفة مراقبة الجودة؛ لتصل إلى أفضل شكل ممكن، وهو الوضع القائم حاليًا، ونظرًا لتميزي، سافرت ضمن بعثة إلى كوريا الجنوبية؛ للتدريس هناك، وبعد عودتي حصلت على الماجستير في تطوير منهجية موحدة لتقديم التعليم الإلكتروني، في التعليم والتدريب البحري، وبعد حصولي على الماجستير عام 2007 أرسلتني الأكاديمية إلى الأردن؛ لتدريس دورة تدريب المدربين للمحاضرين في الأكاديمية الأردنية وفي عام 2009 حصلت على شهادة مدرب لمعلمي اللغة الإنجليزية من المنظمة البحرية الدولية. 


كيف بدأت مشكلتك وما أسبابها؟ 
بدأت المشكلة بسبب آرائي المناهضة لحكم جماعة الإخوان، من جهة، وبسبب إصراري على مواجهة الفساد، ورغبتي في تطوير نظم التعليم بالأكاديمية من جهة أخرى، فالأكاديمية العربية للنقل البحري، مستوطنة للإخوان المسلمين، وأغلبية المناصب العليا داخلها لعناصر تابعة للجماعة، وحينها صرحت بأن حكم الإخوان لن يستمر أكثر من عام، وعند وصول آرائي لمسامع رؤسائي المؤيدين للجماعة؛ بدأوا يضطهدونني، ولأن التدريس في الأكاديمية "بالمزاج"، فإنني تعرضت للاضطهاد أيضًا؛ من أجل وقف مشروعي لإصدار كتاب إلكتروني، خاصة بعد أن نجحت التجربة، وحصلت على تكريم خاص بشأنها، في أثناء بعثتي إلى كوريا الجنوبية. 


ولماذا تم وقف تجربتك للكتاب الإلكتروني؟ 
تم وقفها لصالح الكبار، الذين يريدون أن يكون التدريس بالمزاج، وحسب الأهواء الشخصية لمعلمي الأكاديمية، لذلك حدث الصدام مع أصحاب المصالح، الذين لا يريدون وجود كتاب إلكتروني يحتوي على كل معلومة تؤدي إلى وقف الدروس التي يعطونها، وبسبب الأحقاد من الرئيس الحالي وعميد الكلية؛ فوجئت بإبعادي عن عمليات التطوير دون إبداء أسباب، نتيجة الضغوط، التي تم ممارستها على مما ادي إلى إصابتي بأزمة عصبية، وتدهورت حالتي، وذلك وفقًا للتقارير الطبية الصادرة من أطباء متخصصين، أكدوا أن المرض ناتج عن تعرضي لاضطهاد ممنهج، وبعد كل هذه الوقائع الثابتة بالتقارير الطبية، وشهادة الزملاء ساءت حالتي النفسية والعصبية وطالبت في ظل هذه الأزمة بالعرض على اللجنة لتحديد مدى الإصابة، وتزامنها مع الضغوط التي تعرضت لها، لتأكيد أن حالتي الصحية متدهورة؛ مما يمنع ممارسة مهامي الطبيعية، وأن الإصابة هي التهاب الأعصاب المتناثر المتصلب وهو التشخيص الذي أكده كافة الأطباء المصريين والأجانب الذين قاموا بمناظرة الحالة وبناء على أشعة الرنين المغناطيسي وهو ذلك المرض المعروف باسم التهاب الدماغ والنخاع المتناثر وهو مرض التهابي في الأغطية العازلة للخلايا العصبية في المخ والحبل الشوكي ينتج عنه تعطل في قدرة أجزاء من الجهاز العصبي على التواصل مما يؤدي الى مجموعة واسعة من العلامات والأعراض بما في ذلك المشاكل النفسية والجسدية والعقلية التي تأخذ عدة أشكال وأعراض لا تتعدى الشعور، وهو مرض لا يوجد له علاج معروف حيث إن الجزء الذي يتلف من المخ لا يعود كما سبق. 


وماذا عن رد فعل الأكاديمية على مرضك؟ 
لم يرحموا قلة حيلتي وضعفي وحاولوا الوقيعة بيني وبين المسؤولين، والزج باسمي عند رئيس الأكاديمية، لإيهامه بأني أقوم بعمل أكاديمية موازية، وذلك لم يحدث على الإطلاق وإن ما حدث ماهو إلا محاولة لتوريطي والإساءة لي أمام رئيس الأكاديمية، وفي صيف عام 2013 ساءت الحالة الصحية لي وبدأت رحلة علاج طويلة من المرض، ورغم ذلك شهدت اجتماعات العاملين بالقسم البحري مع الدكتور محمد داود أثناء توليه منصب رئيس القسم، تأكيده أمام جميع الحاضرين أنه سوف يقوم بالتخلص منى؛ بسبب مرضى وتكاليف علاجي الباهظة، وبعد ما يقارب من 20 سنة خدمة في الأكاديمية، تمت إحالتي إلى التقاعد، وقطع حقي في التأمين الصحي رغم التكاليف الباهظة للعلاج من ذلك المرض النادر جدًا الذي أصابني. 


متى تمت إحالتك للتقاعد؟ 
في عام 2012 طلبوا مني العرض على لجنة طبية؛ لإحالتي على المعاش، نظرًا لعدم قدرتي على الحركة، بناء على توصية من جميع الأطباء، وتم إرسال أول خطاب من العيادة إلى كلية النقل البحري، وكالعادة تم تجاهله، ومرة أخرى طالبت العيادة بإعادة الكشف علي، وهو ما حدث بالفعل عن طريق الدكتور إسماعيل رمضان، أستاذ جراحة المخ والأعصاب، لكن تم إخفاء تقرير الكشف الطبي، وفي مارس 2015 أحال الدكتور محمد داود أوراقي الى الشئون القانونية بدعوى وتم ايقاف مرتبي وعلاجي دون أي مبرر، وبناء على كلام مرسل بلا مستندات واضحة، وبالرغم من محاولة الاتصال عدة مرات برئيس الأكاديمية لإثبات الوقائع لكنه رفض مقابلتي دون إبداء أي أسباب. 


ما أسباب تدهور مستوى الأكاديمية البحرية؟ 
دفعة الأكاديمية في الماضي، كان يبلغ عدد طلابها 60 طالبًا، موزعين على ثلاثة أقسام «بحري – وهندسي - اتصالات»، فتم إغلاق قسم الاتصالات بالأكاديمية، وأصبحت تضم قسمين فقط «بحري، وهندسي»، وعدد الطلاب الموجودين في الدفعة الواحدة حاليًا يتراوح من 1000 إلى 1200 طالب، ويتم الاختيار بطريقة الوساطة والمال، فالأكاديمية تضم طلبة غير لائقين طبيا، ما أدى إلى التدهور الفظيع في مستوى التعليم، وسمعة خريجي الأكاديمية أصبحت في الحضيض، ولذلك فخريجي الأكاديمية لا يلتحقون بالعمل في الشركات العالمية، ويتم استبدالهم حاليا برجال البحر الهنود، وهو ما جعل البطالة شعار المرحلة للخريجين المصريين بالأكاديمية، هذا بالإضافة إلى تخصيص 25 % من ميزانية الأكاديمية لرئيسها، دون رقابة أو محاسبة. 


ما الإجراءات القانونية التي قمت باتخاذها؟ 
مستشاري القانوني ياسر قنطوش المحامي، رفع دعوى قضائية ضد الأكاديمية العربية للنقل البحري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وآخرين أمام محكمة الإسكندرية الإبتدائية للمطالبة بصرف جميع مستحقات الطالب، والتي تم إيقافها، والعرض على «القومسيون الطبي»؛ لبيان مدى العجز إن كان عجزًا كليًا أم جزئيًا، والإحالة للمعاش مع صرف جميع مستحقاته المالية.