رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"رمضان" وأسرته بلا مأوى.. ويعيشون حياة غير آدمية في "خيمة"

رمضان
رمضان

لم يقترف ذنباً في حياته سوى أنه كان يسكن مع أسرته في إحدى المناطق العشوائية التي صدر لها قرار إخلاء منازلها، ومنذ ذلك اليوم وهو وأسرته في الشارع بلا مأوى يحميهم من البرد القارس في الشتاء، والحر الشديد في الصيف، ويشعرون في كنفه بالأمان والطمأنية، فـ "رمضان خليفة عبد العليم" كان يقيم مع أسرته الكبيرة المكونة من زوجة، وثلاث أطفال، بالإضافة إلى أخوته الخمسة ووالدته المسنة، في مسكن بمنطقة "الدويقة" في محافظة القاهرة، وصدر قرار من المحافظ بإخلاء منزلهم منذ أربع سنوات، ضمن خطة المحافظة لتطوير العشوائيات، وتوفير مساكن بديلة لسكان الدويقة.


ويقول "رمضان" إنه بعد إخلاء منزله انتقل هو وأسرته للإقامة في شقة بمنطقة النهضة بصفة مؤقتة، لحين توفير مساكن بديلة لهم، إلا أن صدر قرار من المحافظ بإخلائها، ووجد نفسه وأسرته في الشارع بلا مأوى،  ليس لديه أي مقدرة مالية على استئجار ولو حتى غرفة صغيرة تؤويهم، فلم يجد أمامه سوى أن يعود إلى منطقة "الدويقة"مرة أخرى التي تربى فيها منذ أن كان طفلاً صغيراً، ولا يعرف غيرها، ولكنه لم يجد أي ملجأ يقيم فيه هو وأسرته سوى خيمة صغيرة، يعيشون في داخلها حياة غير آدمية، محرومين من أبسط حقوقهم في الحياة.


ويقول "رمضان":«إحنا عايشين في الخيمة حياة صعبة، ومش قادرين نستحملها، وخصوصاً أطفالي الصغار، ووالدتي المسنة المريضة التي تعاني من اضطرابات نفسية، وشقيقتي مريضة، وتعاني من مرض الصرع، وقمت بنقلها لأحد دور الرعاية أهون عليها من أنها تعيش في الخيمة دي».


تحمل "رمضان" تلك المعيشة الصعبة على أمل أن يحصل على وحدة سكنية من التي خصصتها المحافظة لأهالي منطقة الدويقة الذين تم إخلاء منازلهم، ولكن سرعان ما تحطمت أحلامه، حيث يقول "رمضان": «رحت مبنى المحافظة عشان أقدم على الشقق اللي المحافظة خصصتها للناس اللي اتهدت منازلهم، فوجئت بالموظف يطلب مني أدفع مبلغ 3000 جنيه عشان استلم الشقة، إزاي أقدر أوفر المبلغ ده، وأنا راجل على باب الله، بشتغل ماسح أحذية باليومية، وبكسب اللي يا دوب يكفى أسرتي، وتوفير القوت اليومي لهم، ومليش مصدر تاني للدخل، والناس جيراني اللي بيوتهم اتهدت دفعوا المبلغ ده، واستلموا فعلاً، لكن أنا سبوني مرمي في الشارع زي الكلاب عشان معيش فلوس».


"رمضان" يعاني من التهاب الكبد الفيروسي "سي"، وحالته الصحية متأخرة، فضلاً عن معاناته من الربو شعبي، وقدم عدة طلبات للمحافظ، ومجلس الوزراء لتوفير مسكن له، ولكن لم يتم الاستجابة لمطلبه حتى الآن، ويستغيث "رمضان" لإنقاذه وأسرته من حياة الشارع، ومن المخاطر والأهوال التي تحيط بهم، وتوفير مسكن لهم، حتى يعيش هو وأسرته فيه حياة كريمة، يكتنفها الشعور بالراحة والأمان.