رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حرق جثث الموتى.. ثقافة تجسدها الأفلام الهندية

طقس حرق الجثة
طقس حرق الجثة

مشهد عجيب، ينثر - خلاله - أحد الأشخاص رماد جثة قريب له، في أحد الأنهار الموجودة في البلد التي ترعرع فيها المتوفى، والمدهش أكثر أن هذا الطقس يكون - أحيانًا - وصية المتوفى، والسؤال هو لماذا تحرق جثة المتوفى بدلًا من دفنها تحت الأرض؟ هل للتخلص من الجثث؛ نظرًا لزيادة عدد سكان هذه الدول؟ أم هي أحد طقوس الدولة التي توارثتها على مر السنين؟





تنتشر هذه الطقوس في أغلب الأعمال الفنية التي يقدمها نجوم الهند، من باب معرفة العادات والتقاليد ونشر الثقافة الهندية، فلم يخل عمل فني، سواء فيلم سينمائي أو مسلسل، من مجموعة مشاهد تجسد حرق جثث الموتى، مما جعل الكثير من المشاهدين يعتقدون أن كل الموتى الهنود تحرق جثثهم وينثر رمادهم في الأنهار، ولكن هذه العادة لا توجد إلا في ديانة واحدة من ديانات الهند المتعددة، وهي العقيدة الهندوسية.



ففي الهند، ما زال الناس - حتى الآن - يحرقون موتاهم، وفقًا للطقوس التي توارثها أهل البلد، فيجلس الأهل ينظرون إلى جثة قريبهم المتوفى، أيًا كان، أبوهم أو ابنهم أو بنتهم أو أمهم، أو غير ذلك من صلات القرابة، وقتها يدور رجل الدين الهندوسي حول الجثة ليحرقها، أو ليساعد الأهل في حرقها، حتى تحترق بأكملها وتتحول إلى رماد، ويستخدم أكوامًا هائلة من الخشب لمساعدة النار على التهام الجثة وحرقها في أسرع وقت، وتتحدد كمية الأخشاب وجودتها حسب درجة غِنى وفقر أهل المتوفى.




واتضح أن سبب حرق الجثث هو طقس من الطقوس التي تتبعها الديانة الهندوسية - أكبر ديانات الهند - هناك، معللين حرقهم للجثث أن بذلك ترتفع روحه إلى السماء؛ لإن حرارة النار التي تحرق الجثث تساعد على تطهير النفس من الذنوب، وحسب اعتقادهم أن الحرق يعيد الروح إلى أصلها، ويسمى ذلك في عقيدتهم "عقيدة الفناء"، أو "السوتي"، أو "قربنة الذات"، هذا الأمر الذي ترفضه جميع الديانات السماوية.