رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

i know him وi know her.. حرب الفضائح و"خربان البيوت" على "السوشيال ميديا"

جروبات الشباب
جروبات الشباب

«فضائح وقلة قيمة»، هذا هو الوصف الطبيعى للمجموعتين اللتين ظهرتا على مواقع «السوشيال ميديا» خلال الأيام القليلة الماضية، وجذبا لهما عددًا كبيرًا من المتابعين، سواء من الشباب أو الفتيات.

فى البداية.. دشن الفتيات جروب «أنا أعرفه»، I KNOW HIM، وتعتمد فكرته على نشر صورة شاب معين، وإن تم التعرف عليه، يتم سرد صفاته وعلاقاته مع «الجنس اللطيف»، وهو ما يعتبره كثيرون حربًا على «الجنس الآخر» من الشباب. 

وجد هذا الجروب إقبالًا كبيرًا على «فيس بوك»، بعد ساعات معدودة من انطلاقه، ووصل عدد المشتركين فيه لما يزيد عن 50 ألف فتاة، وضم العديد من المواقف الخطيرة التى كشفت خيانة العديد من الرجال، فمنهم من خطب فتاتين فى نفس الوقت، ومنهم من اكتشفت خيانة زوجها، ما دفع الرجال لإنشاء جروب مماثل ينشر «فضائح الفتيات» وهو الذى عُرف باسم «أنا أعرفها» I Know her.

وتسبب هذا الجروب أيضا فى موجة من التعليقات الساخرة، التى امتدت لـ«الجروب»، وفكرته، كما ثارت موجة من الغضب بسببه؛ نتيجة لوقوع الكثير من المشكلات وحالات الانفصال، والطلاق، ولم يترك «السناجل» هذه الفرصة دون المشاركة بتعليقاتهم الساخرة، ليعلنوا عن اطمئنانهم من عدم تعرضهم لأى مشكلة. 

وقالت الدكتورة زينب مهدى، استشارى الصحة النفسية، إن الـ«فيس بوك» من أشهر وأكبر مواقع التواصل الاجتماعية؛ فهو أهم المواقع المستخدمة للتعارف من ناحية، والتسويق من ناحية أخرى، فضلًا على تسهيل المسافات، موضحة أنه سلاح ذو حدين، واتضح ذلك عندما استخدمه الكثيرون بشكل غير صحيح، فى «الدعارة» وغيرها من الأغراض غير التربوية، وأشهرها «الخيانة الإلكترونية».

وأوضحت استشارى الطب النفسى، أن الـ«فيس بوك» أهم أسباب الخيانة الإلكترونية، مؤكدة أن حالات الخيانة تكثر من خلاله، وبالتالى تبدأ معاناة الزوجة من هذه النقطة، ولهذا تم إنشاء هذا «الجروب» نتيجة لكثرة حالات الخيانة والتعارف عن طريق الـ«فيس بوك».

وأكدت استشارى «الصحة النفسية»، أن كثرة حالات الخيانة، وتلاعب الشباب بالفتيات، يعد السبب الرئيسى وراء إنشاء جروب "i know him"؛ نتيجة لوجود خلل فى نفسية بعض الفتيات اللاتى تعرضن للخيانة، مشيرة إلى الحيرة التى تصاب بها المرأة، وعلامات الاستفهام العديدة، التى تكون وراء جلوس الزوج أطول فترة ممكنة على الـ«فيس بوك»، وترك الزوجة تصاب بالملل والاكتئاب.

وأضافت: "هناك سبب آخر وراء إنشاء هذا الجروب، وهو كشف سلوكيات الزوج أو الخطيب أو الحبيب"، موضحة أن الشك الذى يدخل فى العلاقة بين الزوج والزوجة يدمرها، لذا تتضح خطورة هذا "الجروب" فى تعزيز الشك بين الزوجين، أو المرتبطين.

وتابعت "مهدى"، خلال تصريحاتها لـ"النبأ": "وارد جدًا أن أى امرأة تقول أعرف ذلك الشخص وهى لا تعرفه، ومن هنا لابد من وجود دليل قاطع للمعرفة بينهما، ولكن هذا شيء محزن من أوله لأخره، لأننا مجتمع متدين وشرقى، وليس من اللائق أن تعرف الزوجة أن زوجها على علاقة بغيرها دون علمها، حتى لو على سبيل الصداقة".

وأكملت: «هنا يلعب ولاد الحلال دورهم، وقد يتدخلون للتهويل؛ فمن الممكن وجود فتاة كانت على علاقة سطحية بشاب، وتكذب وتدعى أن العلاقة أخذت أبعادًا أخرى، مما يعزز الشك، وعدم الثقة بين الطرفين».

وعلى الجانب الآخر، أكدت "مهدى" خطورة جروب "i know her"؛ لأنه يمس سمعة وشرف البنت، فمجرد أن يقوم شاب بنشر صورة لفتاة كان على علاقة بها على جروب شباب، فذلك يضرب برجولته عرض الحائط، ويسيء إلى سمعة الفتاة، ويتبلور الخطر هنا فى حالة مصادفة شقيقها أو أحد أقاربها، الأمر الذى لا يحمد عقباه لها، ويتضح ذلك فيما حدث مع بعض الفتيات عندما شاهد أخوها صورتها على  "i know her"خصوصا أننا فى مجتمع شرقى.

وأوضحت أن من أقدم على هذه الخطوة هو رجل يعانى من الاضطراب النفسى، مشيرة إلى الفرق بين "الجروبين"، فالأول الخاص بالفتيات الهدف الأول منه هو رغبة الفتاة فى الاطمئنان على شريكها وأنه ليس على علاقة بغيرها، أما الخاص بالشباب فالهدف منه هو «الانتقام».

وأضافت، خطورة هذا الجروب والمشكلات التى نجمت عنه كانت وراء تحوله، وانحرافه عن مساره؛ إذ ثار الكثير على ما حدث فى جروب الشباب ونشرهم لصور فتيات مما عرض المسئولين عن الجروب للمساءلة القانونية، وبالتالى توقفوا عن ذلك، وبالمثل توقف جروب الفتيات.

ومن جانبه، أوضح أحمد أسامة، المتخصص فى «السوشيال ميديا»، أن الجروب كان نتيجة طبيعية لوجود بعض «الإيفنتات» الشهيرة التى ظهرت على الفيسبوك، مثل صورتك وأنت صغير، صورتك وأنت فى الشغل، وصورتك وأنت بتضحك، واحكيلنا سبتوا بعض ليه، وغيرها، ومن ثم شجعت مجموعة من الفتيات على إنشاء جروب تقوم فيه كل فتاة برفع صورة لحبيبها، خطيبها، زوجها؛ للتأكد من عدم معرفته بغيرها من الفتيات، كنوع من السخرية، ولكن فجأة انقلبت النكته إلى غم، وبدأت فتيات تكتشف من خلاله حقيقة شركائهم، وتسبب هذا فى كثير من المشكلات.

وأضاف "أسامة"، وانتقاما للشباب من الفتيات أنشئوا جروب  "i know her"، الذى أطلق موجة من الغضب على ما تم نشره على الجروب؛ إذ نشر أحد الشباب صورة لفتاة أكد من خلالها أنه كان على علاقة بها وخانته مع آخر، ولكن المفاجئ فى الأمر أن شقيق الفتاة كان من أعضاء الجروب، وحدثت اشتباكات نتيجة هذا الأمر، وصلت لـ«الأسلحة البيضاء».

وتابع، ووصل الأمر إلى تحرير محاضر بتهمة التشهير بفتيات فى «جروبات» يتابعها آلاف الأشخاص ويشجع أصحابها على ذلك، ما أثار رعب المسئولين عن هذه الجروبات، ودفعهم إلى مسح كل ما تم نشره، وتحويل مسار الجروب، ليصبح لـ«الهزار فقط».

ولفت إلى أن مسئولى الجروب كان هدفهم الرئيسى «تحقيق شهرة»، وتسليط الضوء عليهم بهدف ما قد يكون منه إلهاء الشعب عن غلاء الأسعار مثلا، ولكن «انقلب السحر على الساحر»، وتسبب فى مشاكل كثيرة.

ومن جانبه، أكد محمد يسرى، متخصص فى «السوشيال ميديا»، خطورة هذه الجروبات التى تساعد فى ظهور وقائع هدفها الفضائح الشخصية التى لا يكون لها دليل مادى، الأمر الذى أدى إلى وقوع مشاكل، فمن علمت بخيانة خطيبها، ومن علمت بزواج والدها من امرأة أخرى ووجود أخت لها، ما دفع الشباب لإقامة جروب مماثل، و"الدنيا باظت على الأخر"، موضحا أن ذلك جريمة أخلاقية وهى "التدخل فى الحريات الشخصية".

وأضاف، للانترنت خصوصية وقوانين تحكمه، وقد تصل عقوبة التشهير للحبس، فهذه تعد جريمة تشهير، وانتهاك حرمة وخصوصية الآخرين، إذ يقوم أشخاص بنشر صور لآشخاص دون أذنهم بهدف فضحهم.

وتدخل كريم حسن، أدمن جروب "(I know him (girls only"، لإيقاف ما يحدث ومنع نشر الصور التى تسببت فى مشاكل كبيرة لأصحابها، وقرر تحويل الجروب لـ"الهزار" فقط، خاصة بعد حدوث العديد من المشادات بين أعضاء الجروب.

وقال "حسن" لـ"النبأ": «أنا معملتش الجروب، أنا أدمن فقط، إللى عملوا الجروب دخّلونى فى المشاكل إللى حصلت، دخلت امسح بوستات وكده سابونى لوحدى، فبحاول أخليه جروب هزار مش أكتر».

أما شهاب صابر، أدمن جروب "(I know him (ladies only"، فامتنع عن التحدث واكتفى بقوله: "انا معملتش الجروب".