رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور سامي الشريف في حوار لـ«النبأ»: موقف مصر من الحرب على غزة «مشرف» والأنظمة الداعمة لـ«إسرائيل» ستسقط قريبا

الكاتب الصحفي على
الكاتب الصحفي على الهواري يحاور الدكتور سامي الشريف

إسرائيل دولة مارقة قائمة على الحرب ولن تكون جزء من المنطقة لأنها لا تريد السلام

مصير أي رئيس أمريكي في يد الصهيونية التي تحكم العالم تحت مسمى «الحكومة الخفية»

اليهود الأصليين الذين أمرنا الإسلام أن نتعامل معهم ضد الفكر الصهيوني الإستيطاني

عدم رضا الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الإعلام دليل على وجود مشكلة يجب أن نتوقف عندها

ماسبيرو ديناصور نائم يحتاج إلى الدعم والإعلام الرسمي أمن قومي لمصر

لا اتخيل مصر دون الأخبار والأهرام والجمهورية وليس من شأن إعلام الدولة تحقيق الأرباح

لهذه الأسباب.. مصر ستظل هي القوة الناعمة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط

غلبت الطابع التجاري على الإنتاج الدرامي جعل أغلب الأعمال ضعيفة وهايفة ورخيصة 

نحن في حاجة إلى أعمال وطنية ودينية جادة مثل مسلسل الاختيار

رابطة الجامعات الإسلامية قوة ناعمة وهدفنا الرئيسي الحفاظ على بقاءها في مصر 

هدفنا فتح حوار بين الثقافات والحضارات المختلفة من أجل إقامة عالم أمن بلا كراهية أو صراعات

لسنا أحزابا ولا علاقة لنا بالقضايا السياسية التي تمس سيادة الدول

أنا أنتمي لجامعة القاهرة ولكنني أزهري الهوى 

الإعلام والدعوة وجهان لعملة واحدة

قال الدكتور سامي الشريف، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، ووزير الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، أن الحرب الإسرائيلية على غزة مأساة، وأن إسرائيل دولة مارقة ولا يمكن أن تكون جزء من المنطقة لأنها لا تريد السلام.

وأضاف في حواره لـ«النبأ»، أن موقف مصر من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة «مشرف»، مشيرا إلى أن عدم رضا الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الإعلام دليل على وجود مشكلة يجب أن نتوقف عندها، وأن ماسبيرو ديناصور نائم يحتاج إلى الدعم، وأن الإعلام الرسمي أمن قومي لمصر.

وأكد «الشريف»، على أن رابطة الجامعات الإسلامية لا تفرق بين يهودي ومسيحي ومسلم، أو بين سني وشيعي، وأن هدفها هو فتح حوار بين الثقافات والحضارات المختلفة من أجل إقامة عالم أمن بلا كراهية أو صراعات.. وإلى تفاصيل الحوار

في البداية ما هي أبرز وأهم الأهداف التي تسعى رابطة الجامعات الإسلامية إلى تحقيقها؟

رابطة الجامعات الإسلامية، رابطة دولية، تم إنشائها في مدينة فاس  بالمغرب عام 1969، وكان الهدف من إنشاءها هو التنسيق بين الجامعات التي تدرس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وإقامة شراكات بين هذه الجامعات، والإسهام في تطوير المناهج والمقررات بما يخدم متغيرات العصر.

ما هي مصادر تمويل رابطة الجامعات الإسلامية؟

نحن لا نتبع منظمة دولية ولا دولة معينة، نحن نعتمد في تمويلنا على اشتراكات الجامعات الأعضاء، وعلى ما يقدم إلينا من دعم من قبل بعض المؤسسات.

هل هناك علاقة للرابطة بالأزهر الشريف؟

الأزهر الشريف هو إحدى أقدم وأكبر الجامعات الأعضاء في الرابطة، وقعت إتفاقية بين الرابطة ووزارة الخارجية المصرية، وتم إدراجنا ضمن المنظمات الأهلية التي تحصل على ترخيص من وزارة التضامن الاجتماعي وممارسة أعمالها داخل مصر، اتفاقنا مع جامعة الأزهر كان توفير هذا المكان الذي يقع في مركز الشيخ صالح كامل بجامعة الأزهر، على أن تقوم الرابطة بدفع مقابل الخدمات التي تقدم من مياه وغاز وكهرباء وغاز ورسوم، ونلقى كل الدعم والتقدير من جامعة الأزهر، كثيرا ما أقيمت مؤتمرات وندوات داخل جامعة الأزهر، نلقى كل الدعم والمساندة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، ومن ئيس جامعة الأزهر، ومن كل الكليات التي تسهم معنا بأنشطة متعددة.

كيف يتم اختيار رئيس الرابطة؟

يتم اختيار رئيس الرابطة كل 4 سنوات، عن طريق المجلس التنفيذي والمؤتمر العام الذي يضم الأن 200 جامعة حول العالم.

لاحظت أن رئيس الرابطة دائما يكون من المملكة العربية السعودية فهل هذا منصوص عليه في النظام الأساسي للرابطة؟

منذ إنشاء الرابطة عام 1969 وحتى الأن، تولى منصب رئيس الرابطة إثنان هما، الأستاذ الدكتور عبد لله التركي، وكان رئيسا لرابطة العالم الإسلامي أبضا، ومن بعده تولى الرئيس الحالي الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، والإثنان من المملكة العربية السعودية، وكان يتم اختيارهما والتجديد لهما من قبل المؤتمر العام بسبب دعمهما الجيد والمستمر للرابطة، وليس هناك نص في النظام الأساسي للرابطة يقول أن يكون رئيس الرابطة أو الأمين العام من بلد معين أو ينتمي لجامعة معينة، وليس هناك بند يقول أن رئيس الرابطة سعودي. 

لماذا تريدون تغيير اسم الرابطة إلى رابطة الجامعات في العالم الإسلامي؟

هذه مجرد فكرة حتى الأن، لأن شرط الانضمام للرابطة طبقا للنظام الأساسي يكون للجامعات التي تدرس العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، والعالم الإسلامي الأن ملئ بالجامعات التي تدرس علوم شرعية وغير شرعية، على سبيل المثال جامعة الأزهر لا تدرس العلوم الشرعية فقط، ولكنها تدرس الزراعة والطب والهندسة والتمريض والتربية الرياضية، وهناك جامعات غير إسلامية ولا تعتني بالعلوم الشرعية ولكنها تدرس علوم شرعية، جامعة أكسفورد في بريطانيا تمنح درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية، جامعة ويلز في بريطانيا تمنح درجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الشرعية، الجامعة البريطانية في بيروت تدرس التاريخ الإسلامي، وبالتالي وجدنا أنه من المنطقي أن تضم الرابطة أعضاء من الجامعات المصنفة على أنها غير إسلامية ولكنها موجودة في الدول الإسلامية، لذلك قمنا بعمل عضوية فاعلة وعضوية مراقبة، والعضوية المراقبة تكون للجامعات التي لا تحمل الطابع الإسلامي، تحضر ونستفيد من خبراتها ومناهجها، لمزيد من الانفتاح لصالح الجامعات الإسلامية.

ماذا تستفيد مصر من وجود مقر الرابطة على أرضها؟

الرابطة هي قوة ناعمة لمصر، أن يكون مقر الرابطة التي تضم 200 جامعة حول العالم في مصر، فهذا ثقل لمصر وقوتها الناعمة، أن يكون هناك أربعة مصريين من بين ستة في المجلس الأعلى للرابطة، وهم رئيس جامعة الأزهر نائبا والأمين العام والأمناء المساعدون الإثنين، فهذه قوة ناعمة لمصر، أي دولة تتمنى أن يكون مقر الرابطة على أراضيها، لذلك هدفنا الرئيسي هو الحفاظ على بقاء الرابطة في مصر، وللأمانة الدكتور عبد لله التركي، ومن بعده الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، كانا ولا زالا حريصين على أن تبقى الرابطة في مصر، وأن تبقى في أحضان جامعة الأزهر.

الرابطة تؤكد على دور التراث في الحفاظ على الهوية الوطنية والتصدي لمحاولات طمس الهوية الوطنية للدول والشعوب.. ما المقصود بالتراث هنا؟

هوية أي مجتمع هو أن تكون له ملامح لتلك الهوية، ملامح الهوية أو الخصوصية الثقافية في أي دولة في العالم هي، الدين واللغة والعادات والتقاليد وتراثها الفكري، وإذا فرطت أي دولة في مقومات هويتها تذوب وسط الهويات الأخرى وتضيع، وبالتالي من ضمن أهداف الرابطة دفع الجامعات الإسلامية في الحفاظ على هوية المجتمع، من خلال دعم الدراسات الدينية والشرعية، ندعم دراسات اللغة العربية والحفاظ عليها، لذلك تقيم الرابطة أكثر من ندوة ومؤتمر كل عام للحفاظ على اللغة العربية وحماية الثقافة الإسلامية، كل دول العالم تفعل ذلك، وفي شهر فبراير من كل عام يحتفل العالم باليوم الوطني للغة الأم، ونحن أثمنا ندوة في مكتبة مصر العامة حول «الإعلام وحماية اللغة الأم»، شارك فيها عدد من اساتذة الجامعات والإعلاميين المعنيين باللغة العربية، لذلك نحن مهتمون جدا بمقومات الهوية الثقافية الإسلامية.

هل هناك جامعات إيرانية أو شيعية في الرابطة؟

هناك جامعات شيعية أعضاء في الرابطة منذ نشأتها، نحن ننظر للإسلام كدين يرفض وينبذ الخلافات بين أصحاب الديانات، ونحن نسعى إلى تقريب الفكر بين المذاهب الإسلامية المختلفة، بما لا يمس ثوابت العقيدة، وقريبا سنقيم ملتقى دولى في جامعة الإسكندرية حول دور الجامعات في دعم الحوار بين الشرق الغرب، وإقامة حوار بين الحضارات والشرائع المختلفة لإقامة سلام وأمن في العالم، لأنه دون هذا الحوار سيكون هناك الشقاق والصراعات والحروب.

هل تضم الرابطة جامعة مسيحية أو يهودية؟

الرابطة تضم الجامعات الإسلامية، والجامعات الموجودة في العالم الإسلامي، نستفيد من خبراتهم ونتحاور معهم، لكنهم ليسوا أعضاء.

الحوار في السابق كان قاصرا على ما يسمى بالحوار بين الأديان فهل الرابطة بصدد توسيع هذا الحوار ليشمل الحضارات والثقافات الأخرى السماوية وغير السماوية؟

الدين واحد وهو الإسلام، أما باقي الديانات السماوية والوضعية فهي شرائع وليست ديانات، لكن عندما جاءت جائحة كورونا، لم تفرق بين مسيحي ويهودي ومسلم وبوذي، لكنها اختارات الإنسان دون النظر إلى عقيدته، وبالتالي مواجهة الأزمات التي تواجه العالم تتطلب من الجميع أن يتعاون، نحن نتعاون مع كل الجامعات في مواجهة الأزمات العالمية بما لا يمس الثوابت العقدية، مثل التعاون في تطوير المناهج والمقررات، نحن هدفنا الإنسان بغض النظر عن عقيدته، نحن نحاول أن ندعم هذا المشترك الإنساني وندفع لتطويره وإرثاء مبادئه ليقيم لنا عدلا وسلاما حقيقيا على الأرض.

طالبت الجامعات العربية والإسلامية بتطوير علومها الإنسانية.. ماذا تقصد بالعلوم الإنسانية؟

نحن نهتم بالعلوم الإنسانية، وهي كل ما يتعلق بالمقومات الثقافية والنفسية للإنسان، وكل ما يرتبط بالجانب الإنساني كعلوم الاجتماع والنفس والإعلام والسياسة.

هل للرابطة دور في القضايا المجتمعية والشرعية والفقهية مثل الزواج العرفي؟

الرابطة ليست دارا للإفتاء، ولا مؤسسة لتقديم المشورة الشرعية، لكنها مؤسسة تتعاون مع جامعات متعددة، ولديها حضور في عقد أي مؤتمرات تهم الإنسان أو المجتمع المسلم، نحن نعقد المؤتمر وندعو المتخصصين في قضية مجتمعة معينة، مثل نقل الأعضاء وموقف الدين منه أو توحيد الشهور العربية أو الزواج الشرعي والزواج المختلط، ونخرج منه بتوصيات، أخر مؤتمر عقدناه كان في جامعة الملك فيصل في دولة تشاد، وكان حول التغيرات المناخية وأزمة الغذاء في إفريقيا، دعونا خبراء في هذا المجال وناقشنا، المشكلات التي أدت إلى هذه التغيرات المناخية، وكيف نستطيع أن نواجه ذلك، وكيف نحمي المجتمعات الفقيرة من اضرار التغيرات المناخية، قدم لنا أكثر من 50 باحثا حول العالم بحوثا حول كيفية مواجهة التغيرات المناخية، في كل مؤتمر نقوم بعمل تقرير ونرفعه إلى الجهات المسئولة أو صناع القرار، نحن لسنا جهة تنفيذ شأننا شأن الجامعات.

هل هناك علاقة للرابطة بالقضايا السياسية؟

من ضمن النظام الأساسي للرابطة، ألا يكون للرابطة أي أنشطة سياسية، وخاصة القضايا السياسية التي تمس سيادة الدول، نحن لسنا أحزابا سياسية، نحن لا نتدخل في سياسة الدول، الجامعات لها مسار علمي أكاديمي بحثي ولكنها لا تتدخل في السياسة.

هل خبراتكم الكبيرة في مجال الإعلام انعكس على عملك داخل الرابطة؟

أنا رئيس لجنة الإعلام والتواصل المجتمعي في رابطة الجامعات الإسلامية منذ أكثر من 19 عاما، وكنا نعقد الندوات والمؤتمرات لمناقسة كيفية توظيف الإعلام في خدمة قضايا الإسلام والتعاون بين الجامعات الإسلامية المختلفة، ونحن نهتم بالجانب الإعلامي لأنه عامل حاسم، ودائما أقول أن الإعلام والدعوة وجهان لعملة واحدة، الداعية يهدف إلى نقل رسالة الحق ورسالة الله إلى الجمهور، والإعلامي يهدف إلى توصيل المعلومة والرسالة الصحيحة والصادقة والموضوعية للجمهور، الإعلام والدعوة لا بد وأن يلتزمان بالمصداقية والموضوعية، وبالتالي نحن نركز كيف نقيم إعلاما متوازنا عاقلا رشيدا، وكيف نجعل الداعية صادقا موثوقا به رشيدا، معظم رسائل الماجسيتر والدكتوراه التي أشرفت عليها في كلية الإعلام بجامعة القاهرة كانت تتحدث عن دور الإعلام الإسلامي أو دور الإعلام في دعم القضايا الإسلامية، وعندما كنت مدرس مساعد في كلية الإعلام في جامعة القاهرة كنت أدرس في قسم الإعلام التابع لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، فأنا أنتمي لجامعة القاهرة ولكني أزهري الهوى.

أنت كنت في فترة من الفترات رئيسا للإذاعة والتليفزيون..كيف ترى مستقبل ماسبيرو الأن ؟

 ماسبيرو ديناصور نائم يحتاج إلى دعم الدولة..وأنا دائما أقول أن الإعلام الرسمي أو الوطني أو القومي هو أمن قومي لمصر، ويجب أن نحافظ عليه وندعمه بكل السبل، والفارق بين إعلام الدولة والإعلام الخاص هو أن الإعلام الخاص مشروع ربحي، يسعى إلى تحقيق المكاسب والأرباح، أما إعلام الدولة فليس من شأنه تحقيق الأرباح، ولكن أرباحه هو أن ينمي ويوعي ويثقف ويعلم وأن يزيد الإنتماء، إذا نجح في ذلك فقد حقق الأرباح، ماسبيرو ملئ بالكوادر المتميزة التي قامت على أكتافها القنوات الخاصة في مصر والوطن العربي، لكنها لم تأخذ فرصتها، من المستحيل أن أتخيل مصر دون الأخبار أو الأهرام أو الجمهورية، إذا كان هناك مشكلة في الصحافة الورقية، يتم تحويلها إلى صحف إلكترونية، إذاعة صوت العرب لعبت دورا كبيرا في الحضارة العربية، لا يجب علينا أن نغفل القوة الناعمة المصرية المتمثلة في الفن والإعلام والرياضة، والتي لها قوة تأثير كبيرة ويمكن الإعتماد عليها بشكل كبير، كل دول العالم المتقدمة والرأسمالية لها إعلام رسمي، أمريكا لها قنوات وإذاعات فيدرالية، الرئيس الأمريكي يقدم خطابه الشهري في الإذاعة الرسمية للفيدرالية. 

ماسبيرو كان له دورا كبيرا جدا في صناعة الدراما التي شكلت وعي المصريين.. الأن ماسبيرو فقد هذا الدور تماما.. كيف ترى ذلك؟

أرى أنه على الدولة أن تدعم المؤسسات الإعلامية القومية، وأن تضخ لها الأموال التي تمكنها من إنتاج درامي عالي المستوى ومنافس، وأحسب أن القيادة السياسية تعي أن دعم المؤسسات الوطنية القومية مهم، وبعون الله لن ينهار ماسبيرو ولن تنهار الصحف القومية حتى وإن مرضت.

كيف تقيم مستوى الحريات الإعلامية في مصر الأن؟

الإعلام الناجح يقوم على ثلاثة أجنحة، الإمكانيات الفنية والتكنولوجية، والكوادر الإعلامية التي تعد الرسالة، ثم هامش الحرية المتاح، وفي أي دولة في العالم لا بد من توفير هذه العناصر الثلاثة بأعلى درحة من الكفاءة حتى تضمن إعلاما منافسا، لا استطيع أن أقول أن الحرية الممنوحة للإعلام واسعة جدا، ولا استطيع أن أقول أنها ضيقة جدا، ولكن هناك مساحة للإعلام المصري، يقدم رؤى، هذه الرؤى قد تكون مؤيدة للقرارات الحكومية وقد تكون مخالفة لها وقد ترشدها، هناك حراك، هناك برامج توك شو تقدم أراء متباينة ورؤى مختلفة ومتنوعة، وكلها تهدف للصالح العام، وأعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتح منابر للسماع والاستماع إلى الأفكار في المؤتمرات المختلفة التي تنظمها الدولة، وحريص على أن يقوم الإعلام بدوره، لذلك نجد أن أكثر من ينتقد الإعلام هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو غير راضي عن أداء الإعلام، لا يوجد خطاب للرئيس السيسي إلا ووجه فيه اللوم للإعلام، إذا هناك مشكلة في الإعلام لا بد وأن نتوقف عندها، على أصحاب الشأن وهم الإعلاميين أن يدرسوا هذه المشاكل، وان يستفيدوا من الدراسات الأكاديمية التي تجرى في رسائل الماجستير والدكتوراه، وأن يحاولوا تطوير أنفسهم بما يضمن للإعلام المصري القدرة على المنافسة، لا سيما وأننا نعيش في عالم منفتح، عالم شديد التنافسية. 

لكن كيف ترى تأثير الإعلام المصري داخليا وخارجيا في ظل الثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي وهامش الحرية التي تتمتع به الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية؟

الحرية كلمة خادعة ليس لها تعريف دقيق، الحرية يعرفها الفلاسفة فيقولون، أنها حجم القيود المفروضة على الفعل والقول، أنت حر في أن تلبس ما تشاء، ولكنك ليس حرا أن تخلع ملابسك في الشارع، وهناك مثل شعبي يقول، أنت حر ما لم تضر، حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الأخرين، ليس هناك حرية مطلقة في أي وسيلة إعلامية في العالم، لأن وسيلة الإعلام تخدم مصالح من يمولها سواء دولة أو جماعة أو شركة أو شخص، وبالتالي هامش الحرية يختلف من مجتمع إلى أخر، وأحسب أن الإعلام المصري لو أخذ هامش حرية أكبر سيكون تأثيره أقوى، لأن لديه كوادر فاعلة في مصر والعالم العربي.

كيف أثرت الأزمة الاقتصادية في مصر والعالم على صناعة الإعلام والصحافة في مصر؟

الأزمة الاقتصادية أثرت في العالم كله وليس في مصر فقط، أثرت على الاصدارات الورقية ودفعت الكثير من الصحف إلى تقليل عدد الأوراق، وأدت إلى أن المؤسسات الصحفية لا تستطيع أن تعطي الصحفي والإعلامي الراتب والمكافأت التي يستحقها، الإعلام صناعة كبيرة ويحتاج إلى ضخ أموال ضخمة.

منذ فترة قلت أن مصر لا تزال قوة إقليمية ناعمة.. هل ما زالت كذلك الأن؟

مصر هي أكبر دولة عربية ومن أكبر الدول في الشرق الأوسط، تاريخا وحضارة وواقعا وسكانا وقوة، مصر هي القوة رقم 11 في الترتيب العسكري على مستوى العالم، لا يوجد دولة عربية لديها 4 جوائز نوبل مثل مصر، لا يوجد دولة عربية لديه هذا الكم الكبير من الشعراء والأدباء والأطباء والمدرسين والفنانيين ولاعبي الكرة مثل مصر، أنا لستوا من الذين يهاجمون الدول العربية التي تسعى إلى بناء نفسها وبناء قوة ناعمة لها، هذا حقهم، ولا ننكر عليهم ذلك، ونشكرهم أنهم يدعمون الثقافة المصرية والفن المصري، وهذا يدفعنا إلى أن نقوم بدعم قوتنا الناعمة، الدولة كما تدعم التعليم والاقتصاد، يجب أن تدعم أيضا الفن والرياضة والقوة الناعمة المصرية.

ما هي التحديات التي تواجه العمل الدعوي في العصر الرقمي؟

قمنا بعمل مؤتمر حول الدعوة وتحديات العصر الرقمي، وقمنا بعمل ندوة في معرض الكتاب الأخير حول التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية في العصر الرقمي، وقمنا بعمل مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الدعوة وكيف نستخدم وسائل الإعلام الحديثة لتطوير الخطاب الديني والدعوي، بالمشاركة مع جامعة طنطا، نحن أمام مواطن كوكبي يحصل على معلوماته من كل الدنيا ومن شاشة صغيرة، الداعية إذا لم يدرك أنه ليس الوحيد الذي يقدم معلومات للناس فسوف يفشل، الخطاب الديني والدعوي لا بد وأن يتغير مفهمومه، لأن هناك عصر رقمي جعل الناس كلها مشدودة للتقدم الذي حصل في العالم، لذلك أحيي وزارة الأوقاف المصرية في أنها بذلت جهودا كبيرة في تجديد الخطاب الديني من خلال دعم وتدريب الدعاة والواعظات على الحاسب الألي واللغة الإنجليزية والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، القضايا التي تعرض في خطبة الجمعة لا بد وأن تراعي حال الناس، لا تحدثني عن مفسدات الوضوء والعالم يتحدث عن الفضاء والذكاء الاصطناعي والميتافيرس، الداعية لا بد وأن يكون مواكبا للعصر.

ما هو تعليقكم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟

ما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية مأساة ربما لم يشهدها العالم عبر تاريخه المعاصر، جور وظلم حاد تقوم به إسرائيل ضد شعب أعزل من الأطفال والشيوخ والنساء وسط صمت رهيب من القوى الدولية، شئ لا إنساني، لكن هناك جانب ايجابي وهو أن القضية الفلسطينية أعيدت لها الحياة، رأينا بأعيننا مظاهرات كاسحة في أمريكا وأوروبا واليابان واستراليا، كلها تدعو إلى نصرة الشعب الفلسطيني، هذه الحرب أحيت القضية الفلسطينية، ولكن الإعلام الذي تملكه القوى المعادية للعرب والمسلمين وتوجهه وفق أغراضها الخاصة زيف الأخبار وشوه الحقائق ونقل معلومات غير دقيقة وغير صحيحة، الإعتداء على الصحفيين ووفاة أكثر من صحفي فلسطيني كارثة ستظل وصمة عار في جبين الإنسانية كلها، التي فشلت في معالجة هذه القضية المستمرة، وفي جبين القوى الكبرى التي دعمت إسرائيل، ولكن سوف نشهد نتاجا لهذا الدعم الغير رشيد من جانب القوى الغربية، سنشهد سقوط العديد من رؤساء الدول الغربية الذين بايعوا إسرائيل ودعموها دعما منقطع النظير.

الرابطة أصدرت أكثر من بيان لإدانة الاعتداء الصهيوني على أبناءنا في غزة وتدمير الجامعات ومنها الإسلامية، وعقدنا مؤتمر في مكة المكرمة حول إدانة العدوان الصهيوني على غزة.

هل تعتقد أن العالم يعاني من أزمة ضمير؟

الوضع الأن أشد، صعود القوى اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة والغرب أدى إلى كره وإقصاء للأخر، بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي شديد التطرف يعلم أن وقف الحرب في غزة سوف يدخله السجن، ومن مصلحته أن تستمر هذه الحرب ولو على حساب الشعب الإسرائيلي.

كيف تقيم الموقف المصري من هذه الأزمة؟

الموقف المصري مشرف، مصر هي التي تفتح المعابر وتسقط المعونات بالطائرات، وهي التي أفشلت مشروع تهجير سكان غزة وتوطينهم في سيناء، الغرب يشوه الدور المصري لأنه يريد حل القضية الفلسطينية على حساب مصر والدول العربية المجاورة.  

الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا وماليا وترفض وقف إطلاق النار في مجلس الأمن وفي نفس الوقت تتحدث عن الدعم الإنساني لسكان غزة.. كيف تفسرون هذا التناقض في الموقف الأمريكي؟

القول أن إسرائيل ولاية أمريكية مقولة خاطئة، أمريكا هي ولاية من الولايات الإسرائيلية، الصهاينة هم الذين يتحكمون في الإعلام والاقتصاد والشركات الكبرى التي تدير العالم والتي نسميها الحكومة الخفية، أي رئيس أمريكي عينه على هذه القوى أن تكون داعمه له، أي رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، بايدن أو ترامب، الإثنين مؤيدين بشكل مطلق لإسرائيل، لأن أي رئيس أمريكي ينظر لمصلحة بلده، التي هي في مقدور اليد الصهيونية التي تحكم العالم، لكن من باب مداعبة الرأي العام الأمريكي يقدم المساعدات، والقضية الفلسطينية دائما على مسرح الانتخابات الأمريكية منذ زمن طويل.

هل ما يحدث في غزة هو حرب دينية كما يقول البعض؟

هي حرب وجودية، إسرائيل حسب برتوكولات حكماء صهيون تريد إقامة الدولة الإسرائيلية من النيل للفرات، وهي تعلم أنها لن تكون دولة طبيعية أو جزء من المنطقة يقوم بينها وبين الدول العربية تطبيع كامل لأنها لا تريد السلام، إسرائيل دولة قائمة على الحرب، إذا حدث سلام تتفتت إسرائيل، مصدر وجودها وقوتها هي أن تكون دائما في حالة حرب، اليهود ليسوا على قلب رجل واحد، الخلاف بينهم شديد جدا، لكن ما يجمعهم هو أن يكون هناك تهديد لأمن إسرائيل، الفلسطينيون لديهم وعد إلهي بأنهم سوف يعودون إلى أرضهم، واليهود لديهم وعد بأنهم سوف يقيمون دولة إسرائيل العظمى من النيل للفرات.

البعض يفرق بين اليهود وبين الصهاينة ورأينا الكثير من اليهود يتظاهرون ضد إسرائيل بسبب حربها على غزة.. كيف ترى أنت ذلك؟

اليهود جماعة من الناس أمنوا بالتوراة وبسيدنا موسى، ونحن مأمورون كمسلمين أن نؤمن بكل الأنبياء الذين سبقوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونؤمن بكل الكتب السماوية، الإنجيل التوراة والقرأن، فلا خلاف مع اليهود كديانة، والدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج يهودية وتزوج قبطية، وكان يؤمنهن على دينهن، ولم يجبرهن على دخول الإسلام، وبالتالي هو أقام العلاقة السليمة بين المسلم وغيره من أصحاب الديانات الأخرى، على قاعدة لكم دينكم ولي دين، أما الصهيونية فهي جماعة متطرفة تهدف إلى إقامة إسرائيل الكبرى من خلال استخدام سلاح الدين، بل أن اليهود الأصليين المؤمنين الذين أمرنا الإسلام أن نتعامل معهم هم ضد الصهيونية وضد الفكر الصهيوني الإستيطاني، لذلك رأينا مظاهرات كثيرة جدا من اليهود داخل أمريكا وأمام الكونجرس الأمريكي، لذلك نقول أن الجهود التي تقوم بها المنظمات الإسلامية في التقارب مع أصحاب هذه العقائد المعتدلة لا بد أن ندعمها، وهذا ما تقوم به رابطة العالم الإسلامي ورابطة الجامعات الإسلامية، في فتح حوار بين هذه الثقافات والحضارات المختلفة من أجل إقامة عالم أمن بلا كراهية أو صراعات.

لكن كيف ترى مستقبل مشاريع التطبيع مع إسرائيل ودمجها في المنطقة وهل سوف تتأثر بسبب الحرب على غزة؟

هي تأثرت فعلا وسوف تتأثر، لأن العدوان الجائر الذي قامت به إسرائيل والإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل أغضب العرب والمسلمين والقوى المستنيرة في العالم.

كيف ترى مستقبل إقامة دولة فلسطينية في ظل ما يحدث وفي ظل أن إسرائيل تعتبر ذلك تهديدا وجوديا لها؟

إسرائيل ضربت بكل القرارات والاتفاقيات الدولية التي تعترف بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عرض الحائط، إسرائيل دولة مارقة، ويجب على المجتمع الدولي أن يؤدبها، وهذا بدأ بالفعل، ونتمنى أن ينصر الله هذا الشعب الفلسطيني المسكين.

قلت أن الأمم لا تموت قتلا ولكن تموت انتحارا عندما تفقد قوتها الأخلاقية وهناك اهتمام من الرابطة بالبعد الأخلاقي.. فما هو السر وراء ذلك؟

قوة ي دولة تقوم على القوة الصلبة وهي الجيش والاقتصاد، والقوة الناعمة التي ترتبط بالفن والثقافة والقيم والأخلاق، مهما كانت القوة العسكرية ضخمة، وإذا لم تهتم الدولة بقوتها الأخلاقية والقيمية والدينية والناعمة تفنى، الأمبراطوريات الكبرى مثل الفرس والروم والصليبيين سقطت وزالت لأنها فقدت قوتها الأخلاقية والقيمية، ليس معنى ذلك أن نهمل القوة العسكريةن ولكن يجب أن يكون الإثنين على نفس النسق، ونحن في الجامعات نهتم بالجانب الأخلاقي والقيمي الذي بدونه لن تبقى أي دولة مهما كانت قوتها.

هل للرابطة دور في قضايا المسلمين حول العالم الذين يتم اضطهادهم والاعتداء على مقدساتهم الدينية مثل حرق المصحف؟

نعم، نحن على تواصل مع الأقليات المسلمة حول العالم، الذين يتعرضون للاضطهاد والجور من جانب بعض الحكومات، وقد شاركنا مع رابطة العالم الإسلامي في تنظيم مؤتمر في المغرب منذ ثلاثة شهور حول الأعتداء على بعض الجاليات الإسلامية في الغرب وحرق نسخ من المصحف الكريم، وأقمنا حوارا مع علماء من فرنسا وأسبانيا حول حق الإنسان في أن يعبر عن رأيه دون أن يعتدي على الأديان والمقدسات الدينية، وأن هناك فرق بين حرية الرأي والتعبير وبين الاعتداء على حرية الأخرين ومقدساتهم.

الدفاع عن موقف الإسلام وتوضيح أساسيات الرؤية الوسطية الإسلامية من المهام الرئيسية للرابطة، لذلك نجد رئيس الرابطة مهتم كثيرا بالحوار ومد جسور التعاون بين الحضارات والشرائع المختلفة، قمنا بعقد أكثر من مؤتمر لتوضيح الصورة الحقيقية للإسلام ومكافحة الكراهية، وكيف يمكن أن نوظف وسائل الإعلام لمكافحة خطاب الكراهية، سواء داخل الدين الواحد أو بين الأديان والحضارات.

كيف ترى هذا الكم الكبير من المسلسلات والأعمال الدرامية التي يتم عرضها في رمضان؟

للأسف غلبت الطابع التجاري على الإنتاج الدرامي جعل أغلب الأعمال ضعيفة وهايفة ورخيصة وغير مجدية، وهذه الأعمال لها جمهور من السذج، أما الأعمال الجادة فتحتاج إلى ميزانيات ضخمة، وربما لا تحقق جماهيرية كما يدعي صناع الدراما الذين لا يريدون صناعة دراما جادة، المواطن العادي إذا قدم له عمل ديني أو وطني جاد ومحترم مثل مسلسل الاختيار فسوف يقبل عليه، لكن الطابع التجاري الربحي يغرق في المواد التافهة والأعمال غير الجيدة وغير القيمة، هذه مشكلة تواجه الإنتاج في مصر، لذلك نقول أنه يجب على الدولة أن تدعم عودة ماسبيرو للإنتاج الدرامي، والعودة لإنتاج مسلسلات السير العظيمة عن الأعلام المسلمين والعرب، هذه الأعمال لن يقوم بها القطاع الخاص، نحن نعول على ماسبيرو لعودة الإنتاج الدرامي التي تشرف عليه الدولة.

كلمة أخيرة

نحن في رابطة الجامعات الإسلامية، هدفنا الأساسي هو فتح الحوار  بين مختلف المذاهب والشرائع والحضارات، من أجل إقامة عالم بلا كراهية.