رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور عبد المنعم فؤاد يُفند أخطر 15 شبهة تطعن فى الإسلام: جرائم الصهاينة في غزة مذكورة في القرآن منذ 14 قرنًا

الكاتب الصحفي على
الكاتب الصحفي على الهواري يحاور الدكتور عبد المنعم فؤاد

الزعم بأن القرآن ليس علما «عبط فكرى» 

الرسول لم يبح الإفطار والنكاح للصحابة فى نهار رمضان

اليهود الحقيقيون لم يأتوا إلى فلسطين ولا يمكن إقامة سلام مع إسرائيل

لهذه الأسباب لم يختر الله أنبياء ورسل من النساء

معرفة الله تكون عن طريق «البراهين» وليس «العقل»

الكفار كانوا يحبون القرآن والبحث فى ذات الله إشراك

التفرقة بين المؤمن والكافر فى الإسلام شىء طبيعى

النبوة تأتى عن طريق الاصطفاء وليس من أكابر العقلاء أو الفلاسفة

علماء الدين ينقلون كلام رسول الله ولا يفرضون آرائهم

 الجنة والنار وعذاب القبر والنفس والروح لا تخضع للعقل

معركة من يثيرون هذه الشبهات مع رسول الله وليس مع علماء الدين

الخضوع والاستسلام لإرادة الله العليا فخر للمسلم

المؤمن لا يخشى الموت والخلط بين النبي والفيلسوف عبث

الأخلاق في الدين تنبع من ضمير المسلم وليس من دافع المصلحة

نبوءات زوال الدولة الصهيونية معروفة في القرآن والسنة

بقاء اليهود الصهاينة في إسرائيل دليل عن نهايتهم

فند الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمشرف على رواق الأزهر الشريف، أخطر 15 شبهة يثيرها البعض حول الإسلام، منها، أن الإسلام يقوم على الإجبار وليس الاختيار، وأن الدين يقوم على النقل وليس العقل، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أباح للصحابة الإفطار ونكاح المتعة في نهار رمضان عند فتح مكة، وأن الكثير من الآيات والأحاديث تؤسس للتفرقة والتمييز بين الرجل والمرأة.

وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، في حواره لـ«النبأ»، أن ما يرتكبه اليهود الصهاينة من جرائم في غزة ذكره القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وأن نبوءات زوال دولة إسرائيل مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مشددا أنه لا يمكن إقامة سلام مع إسرائيل، وأن اليهود الحقيقيين لم يأتوا لفلسطين.. وإلى تفاصيل الحوار

كيف ترد على شبهة أن الإسلام يقوم على الإجبار وليس الاختيار؟

هذا كذب وافتراء وتدليس على الدين، الله تعالى يقول في كتابه العزيز «لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِنَ الْغَى»، ولم نسمع في تاريخ الإسلام أن هناك شخصا دخل الدين الإسلامي بالإكراه أو تحت حد السيف، بل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن عقد معاهدة السلام بينه وبين أهل مكة، وبدأ يرسل رسائله إلى الملوك والأمراء، وكلها في قمة الدبلوماسية الإسلامية التي وضعها الرسول، عندما خاطب كسرى وكان عابدا للنار قال «من محمد رسول الله، إلى كسرى عظيم الفرس، ولم يقل إلى كسرى  عابد النار»، وعندما خاطب هرقل ملك الروم قال «من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم الروم، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين»، والصحابة حينما تحركوا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت ثقافتهم ثقافة «وقولوا للناس حسنا»، والله تعالى يتحدث عن مخاطبة الناس جميعا، وليس مخاطبة المسلمين أو المؤمنين بالإسلام فقط، فقال تعالى «وقولوا للناس حسنا»، ولم يقل، أقهروا الناس، والله تعالى أنزل سورة كاملة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تعترف بالأديان الأخرى، ولكن تقول إن الدين الحقيقي هو الذي ارتضاه الله للناس، وهو الإسلام «ورضيت لكم الإسلام دينا»، ثم قال «قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ، لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ، وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ، وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ، وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ، لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ»، ثم قال «ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين»، والرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن فتح مكة ضرب أروع الأمثلة في التسامح، وترك للناس حرية الدخول في الإسلام، وقال صلى الله عليه وسلم: «ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن»، ولم يقل «ومن دخل الإسلام فهو آمن»، كل هذا وغيره يثبت أن الدخول في الإسلام لم يأت عن طريق الضغط والإرهاب، الدين لا يريد قوالب، إنما يريد قلوبا.

الشبهة الثانية تزعم أن الدين يقوم على النقل ولا يقوم على العقل.. فما ردك؟

الإسلام مثل القضاء له مصادر أساسية، مصدر الدين الأساسي هو السماء، وقد تعلمنا في قسم العقيدة أن مصادر الدين ثلاث، القسم الأول هو الإلهيات، وتعلمنا كيف نعرف الله تبارك وتعالي، والله لا نعرفه عن طريق عقولنا، ولكن عن طريق ما قاله عن نفسه، وعن صفاته وذاته وكماله، الأمور التي تختص بالإلهيات يبلغنا بها الإله، ولا تحتاج إلى فيلسوف يتفلسف ولا إلى عقل يفكر، القسم الثاني هو النبوات، والنبوات براهينها المعجزات، والمعجزة لا تخضع للعقل، فماذا يقول العقل، عندما ضرب موسى عليه السلام بعصاه الحجر فانفلق ماء؟، ماذا يقول العقل عن ناقة صالح التي خرجت من بين الصخرة؟، ماذا يقول العقل عن الماء الذي كان يتدفق من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، ماذا يقول العقل في إبراهيم عليه السلام حينما وضع في النار ثلاثة أيام ثم خرج مبتسما؟، إذا العقل قاصر، وقمة العقل في كماله قصوره، فالعجز عن الإدراك إدراك، والبحث في ذات الله إشراك، القسم الثالث في العقيدة هو ما يعرف بالسمعيات، وهي الأمور التي تؤخذ عن السمع ونؤمن بها، وإن لم نؤمن بها تنقلب عجلة الحياة، وينقلب المجتمع الإنساني، مثل الأخرة وما فيها من قلم وحشر، ومثل عذاب القبر ونعيمه، ومثل اليوم الأخر، والجنة والنار، ونعيم الجنة، وسدرة المنتهى، العقل لا يستطيع البت في كل هذه الأمور، العقل يحتاج إلى من يعلمه، الإسلام يعترف بالعقل اعترافا كاملا، ولكن يبين وظيفته، أن له حدود معينة يقف عندها، حده قصوره، فهو يعرف الله عن طريق البراهين والدلائل، لكن هناك أمور لا تخضع لبراهين ولا دلائل، والفلاسفة يؤمنون بها، يؤمنون أن هناك إله وبعث وجنة ونار، هناك أسئلة كثيرة لا يستطيع العقل أن يجيب عنها، مثل النفس الروح.

الشبهة الثالثة تزعم أن القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه ليست من العلوم ولكنها من الإنسانيات؟

هذا عبط فكري وقصور في الفهم، القرآن منزل من عند الله عز وجل، «إن أنزلناه قرآنا عربيا»، الضمير هنا يعود إلى الله تبارك وتعالى، أهل مكة أنفسهم كانوا يعرفون أن القرآن كان ينزل من عند الله وليس عن طريق الإنسانيات ولا غيرها، وأهل مكة كانوا لا يحاربون القرآن، وأهل مكة كانوا يتمنون أن ينزل هذا القرآن العظيم على رجل عظيم من الطائف أو من مكة، «وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ»، ولا ينزل على رجل فقير، لأن مقياس الرفعة والقوة عندهم كان هو الغنى والمال، ومقياس الرفعة والقوة عند الله مختلف، «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا»، فالقرآن ليس علما من العلوم الإنسانية ولا الأدبية ولا يخضع للنقد البشري، إنما يعطى كل العلوم ولا يأخذ منها، كل العلوم تجدها في القرآن الكريم، علم الفلك تجده في القرآن الكريم «قل انظروا ماذا في السماوات والأرض»، علم الطب تجده في القرآن الكريم «وَٱلَّذِی هُوَ یُطۡعِمُنِی وَیَسۡقِینِ، وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ»، وعلم الأجنة تجده في القرآن الكريم «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ»، علم النفس تجده في القرآن الكريم «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا»، إذا القرآن هو أساس العلوم، وأي علم حقيقي قام على البراهين أخذ أساسه من القرآن الكريم، لذلك نجد كبار العلماء في أوروبا الذين كانوا لا يعرفون شيئا عن الإسلام حينما يقرأون بعض الآيات القرآنية التي تتصل بتخصصهم يدخلون الإسلام، وبالتالي من يقول أن القرآن ليس علما عقله عقل طفل يحتاج إلى تعليم واستيعاب.

الشبهة الرابعة تزعم أن رجل الدين يقنع الناس بالتخويف والترهيب من الجنة والنار والثعبان الأقرع وعذاب القبر وليس بالحجج والبراهين والمنطق؟

هذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه أمور فوق العقل والسمع، وهنا المعركة ليست مع عالم الدين، ليس في الإسلام رجل دين، هو يتخذ عالم الدين حجة، عالم الدين لا يلزم الآخرين برأيه، لكنه يبين ثم يترك الآخرين يختارون ما يريدون، على مر التاريخ لم يجبر رجل دين أحدا على قبول رأيه أو فتواه، وعالم الدين يبلغ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي معركة الذين يثيرون هذه الشبهة ليست مع علماء الدين ولكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

الشبهة الخامسة تزعم أنه لا فرق بين الفيلسوف والنبي؟

لم نسمع في التاريخ أن فيلسوفا صار نبيا، النبوة لا تأتي عن طريق الاجتهاد أو التفلسف، ولكنها تأتي عن طريق الاصطفاء، هناك فرق بين الفيلسوف وبين النبي، والخلط بينهما عبث، الفيلسوف يسيح في عالم الخيال، أما النبي فلا يتكلم عن عالم الخيال، إنما يتكلم عما لقنه الله «سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰ»، ويقول تعالى «إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا»، آيات العقل في القرآن كثيرة ووفيرة، ولكنها لم تقل أن العقل هو صاحب السيطرة، أكابر العقلاء في العالم كان من الممكن أن يكونوا أنبياء، ولكن هذا لم يحدث، لأن النبوة اصطفاء واختيار، وليس لمن يملك عقلا كبيرا أو صغيرا، «الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس».

الشبهة السادسة تزعم أن المؤمن يخشى من الموت أكثر من الكافر رغم علمه أنه سوف يذهب للحياة الأبدية وبها النعيم والحور العين؟

المؤمن يحب لقاء الله ويستعد له بالتسبيح والتحميد وفعل الخيرات، وخشية الله فخر للإنسان، لأن الإنسان الذي يخشى الله لا يفعل إلا ما يرضى الله، والله لا يرضى عنا إلا إذا أحسنا إلى البلاد والعباد والبشر والشجر والحجر، والمؤمن ينقل رحمة الله إلى كل الأجناس، حتى الحيوان، ودخلت امرأة النار في هرة، ودخل رجل الجنة في كلب، الإسلام هو الذي وضع أساسيات حقوق الحيوانات، أما الكافر فيزني ويسرق ويشرب الخمر، ولا يقيم حرمة لشيء، وكل شئ عنده مباح.

الشبهة السابعة تزعم بأنه إذا كان كل شىء مكتوب في اللوح المحفوظ.. فلماذا يعاقب الله الإنسان على أفعاله ويقذف به في النار بناء على خطاياه أو يضعه في الجنة مكافأة له على أفعاله الحسنة؟

الإنسان مخير في أمور ومسير في أمور، الأمور المسير فيها لا يحاسب عليها مثل حياته وموته وأجله وطوله وقصره وشكله وغيرها، أما الأمور المخير فيها مثل العبادات فهو يحاسب عليها إن لم يفعلها، الدول تعاقب من يخالف القوانين والدساتير؟؛ لأن مخالفة القوانين والدساتير ستضر بالبلاد وستؤدي إلى الفوضى.

الشبهة الثامنة تزعم بأن الكثير من الآيات والأحاديث تؤسس للتفرقة والتمييز بين الرجل والمرأة؟

هذا كذب على القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كلام مرسل، يقول تعالى «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً»، ويقول تعالى «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، في القرآن الكريم هناك سورة تسمى «النساء»، ولا توجد سورة تسمى سورة «الرجال»، في القرآن الكريم يوجد سورة باسم السيدة مريم، ولا توجد آية في القرآن تتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة إلا وتقول «وعاشروهن بالمعروف»، ويقول تعالى «أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ»، ويقول تعالى «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف»، ويقول تعالى « وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ»، فأين التفرقة هنا؟.

الشبهة التاسعة: لماذا لم يختر الله تعالى أنبياء ورسل من النساء؟

أي وظيفة في الدنيا لها شروط وضوابط، والله تعالى وضع ضوابط لوظيفة النبوة، فقال «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالًا نّوحِيَ إِلَيْهِمْ»، فلا يجوز للإنسان أن يسأل الله تعالى، لماذا وضعت هذا الشرط؟، فلا يجوز أن اسأل الصانع عن صنعته، ولا المريد عن مراده، والمرأة بطبيعتها لا تستطيع أن تقوم بأمور النبوة كاملة، لكن الإسلام ذكر كرامة المرأة ومنزلتها في القرآن، ذكر السيدة مريم، وذكر قصة امرأة فرعون، وذكر قصة ماشطة فرعون، الإسلام لم يهمل المرأة، إنما وضعها في الوظيفة التي تليق بها.

الشبهة العاشرة تزعم: أن الصحابة كانوا يفطرون في نهار رمضان وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح لهم نكاح المتعة في نهار رمضان عند فتح مكة؟

الشبهة العاشرة تزعم: أن الدين يقوم على حقائق يقينية دون دليل مادي أو عقلاني يؤكد هذه الحقائق؟

كيف ذلك؟!، والله تعالى يقول «أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون»، وهنا ربنا سبحانه وتعالى يبرهن عقليا وماديا وفكريا بأنه هو الخالق، ولم يأتي حتى الأن إنسان على وجه الأرض وقال أنه خلق نفسه، الفيلسوف الفرنسي ديكارت قال، أن هناك خالق خلقني هو لا يعرفه، ويسميه العقل ويخرجه عن عالم المادة، ولكن نحن نعرفه، إنه الله رب العالمين.

الشبهة الحادية عشر تزعم: أن منابع الدين مستنبطة من القرآن والسنة النبوية الشريفة وكلها كتب مقدسة أو علوم نزلت منذ 14 قرنا ولم تتغير؟

هل يريد أن نغير الأخلاق التي جاء بها الإسلام؟، والتي تدعو إلى بر الوالدين وإلى الحفاظ على الجار، والتعاون على البر والتقوى بين الناس، والسنة تابعة وشارحة للقرآن، والله تعالى يقول « مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ»، والسنة مذكرة توضيحية تفسيرية للقضايا الكبرى في العبادات والتشريعات التي جاءت في كتاب الله، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول « ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه»، وهي السنة النبوية المطهرة.

الشبهة الثانية عشر تزعم: أن هناك إرادة فوقية في الإسلام تقمع حرية البشر في التفكير وفي محاولة الوصول إلى الحقيقة؟

هل ما يزعم ذلك يتكلم عن علم؟، هل الله أحكم الحاكمين قهر الناس على أن يعبدوه؟!، الله سبحانه وتعالى هو الذي أعطى الحرية للناس، يؤمنون به أو لا يؤمنون، وقال «لا أكراه في الدين»، والله تعالى يقول « يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ»، ولم يقول، أقهر الناس، ولا يوجد وحي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقهر الناس، ولو أن الإسلام يقهر الناس وكانت له اليد العليا في يوم من الأيام لرأينا الناس جميعا مسلمين، هذه الشبهة نوع من العبث الفكري.

الشبهة الثالثة عشر تزعم: أن كلمة إسلام مشتاقة الإستسلام الذي يعني الخضوع التام والإذعان لإرادة عليا؟

نعم، نحن نفخر بهذه الإرادة العليا، لأنها إرادة الله، الذي خلقني ويطعمني ويسقيني، الذي خلقني في أحسن صورة، إرادة الذي يملك الضر والنفع، ماذا يقول صاحب هذه الشبهة عن من يخضع بإرادته للأبقار ويعبد الأغنام والأشجار؟.

الشبهة الرابعة عشر تزعم: أن الأخلاق في الإسلام لا تنبع من ضمير المسلم أو من دافع الفضيلة وفعل الخير ولكنها تنبع من دافع المصلحة والحصول على الثواب؟

 هذا كلام مرسل لا قيمة له، الرآفة والرحمة موجودة في قلوب الناس جميعا، وموجودة حتى في قلوب الحيوانات، فهل الحيوان يعرف أن الله أمر بهذا؟، والله يهذب هذه العواطف، ويقول « مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا»، فهل يحتاج الله تعالى إلى قرض؟، أنت حينما تعطي الفقير فكأنك تقرض الله، والمال هو مال الله، يقول تعالى « وَءَاتُوهُم مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِیۤ ءَاتَىٰكُمۡۚ»، والله تعالى يهذب العواطف ويدعوها إلى الخير حتى لا يحقد الفقير على الغني، وحتى لا يشبع الغني ويترك الفقير.

الشبهة الخامسة عشر تزعم: أن الصحابة كانوا يفطرون في رمضان وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح لهم نكاح المتعة في نهار رمضان عند فتح مكة؟

هذا كذب وافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابة رسول الله، الإفطار كان للصحابة ولغير الصحابة بأعذار وضوابط وشروط،  بعض الصحابة الذين كان عندهم أعذار كانوا يفطرون في رمضان، أعذار سفر أو مرض، وهذا ينطبق على كل المسلمين، والله تعالى يقول «فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، ونكاح المتعة كان موجودا قبل الإسلام مثل شرب الخمر، ثم حرم في معركة خيبر، والذي أعلن بيان التحريم المحمدي هو سيدنا علي بن أبي طالب، بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم حرم نكاح المتعة وأكل الحمر، لكن بعض الشيعة لا يعترفون بالبيان الذي ألقاه على بن أبي طالب، لم يكن هم الصحابة التمتع بالنساء، إنما كان همهم نشر الإسلام، وأن يبلغوا ما جاء عن الله وعن رسول الله، لذلك مدح الله هؤلاء الصحابة، سواء قبل الهجرة أو بعدها، فقال تعالي «وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، وبالتالي هذا الكلام يحتاج إلى فلترة عقلية وإلى حسن أدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين مدحهم الله في كتابه العزيز ورضي عنهم ورضوا عنه.

ونكاح المتعة كان موجود قبل الإسلام مثل شرب الخمر، ثم حرم في معركة خيبر، والذي أعلن بيان التحريم المحمدي هو سيدنا علي بن أبي طالب، بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم نكاح المتعة وأكل الحمر، لكن بعض الشيعة لا يعترفون بالبيان الذي ألقاه على بن أبي طالب، لم يكن هم الصحاية التمتع بالنساء، إنما كان همهم نشر الإسلام، وأن يبلغوا ما جاء عن الله وعن رسول الله، لذلك مدح الله هؤلاء الصحابة، سواء قبل الهجرة أو بعدها، فقال تعالي « وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»، وبالتالي هذا الكلام يحتاج إلى فلترة عقلية وإلى حسن أدب مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين مدحهم الله في كتابه العزيز ورضي عنهم ورضوا عنه.

هل لكم تعليق على ما يحدث في غزة الآن؟

أراد الله سبحانه وتعالى أن يبين طبيعة اليهود الصهاينة، وذكرها القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، عندما قال عنهم، لا عهد لهم ولا ميثاق، وأن الكذب والقتل والتدمير له جذور دينية عندهم، ليس قتل الأطفال فقط، ولكن قتل خيرة الناس وهم الأنبياء، «وقتلهم الأنبياء بغير حق»،«أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون»، سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ»، وهؤلاء لا يؤتمنون لا في سلم ولا في حرب، الآن ترجم كل ذلك على أرض الواقع، يقتلون الناس والنساء والأطفال، ولا يلتزمون بما يسمى بالقانون الدولي ولا قرارات الأمم المتحدة، ولا يظن أحد أن هذه الدولة يمكن أن يقام معها سلام ولا أمان إلى يوم الدين.

لكن هناك الكثير من اليهود حول العالم يرفضون ما تقوم به إسرائيل؟

أنا لا أتحدث عن كل اليهود، ولكن أتحدث عن اليهود الصهاينة، هناك من اليهود ما إذا سمع كلام الله واقتنع به ترى الدمع ينزل من عينيه، واليهود الصهاينة هم الذين يسكنون فلسطين الآن، اليهود لا أرض لهم، بل بنص كتابهم مشتتون في الدنيا كلها، والقرآن الكريم قال «وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ»، إذا هم لا أرض ولا دولة لهم، واليهود الحقيقيون يعلمون ذلك، أما الصهاينة فقد جاءوا إلى فلسطين بقرار سياسي، من زعيمهم ثيودور هرتزل، اليهود الحقيقيون لم يأتوا إلى فلسطين، لأنهم يعلمون أن وجودهم في هذا المكان هو بداية نهايتهم، وهذا الكلام موجود في كتبهم المقدسة وفي القرآن الكريم، يقول تعالى في سورة الإسراء «وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا»، أي جئنا بهم من كل أنحاء العالم لفيفا في مكان معين حتى تنتهي الدولة، وسوف تنتهي إن شاء الله، فبقاؤهم في إسرائيل دليل على نهايتهم، أما ما يفعلونه من ضرب طيران أو مدافع أو قنابل فهذا لا ينبئ عن قوة، والقرآن حدثنا عن ذلك، وقال إن هؤلاء يخافون ويرتجفون «لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَیۡنَهُمۡ شَدِید تَحۡسَبُهُمۡ جَمِیعا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡم لَّا یَعۡقِلُونَ»، فالخوف سجية وطبيعة فيهم، قال لهم موسى «يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ، قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ»، فلو كانوا أقوياء لدخلوها، طبيعتهم الخوف والجبن والقلق، ويحبون الحياة أكثر من الموت، يقول تعالى: «وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ وَمَا هُوَ بِمُزَحۡزِحِهِۦ مِنَ ٱلۡعَذَابِ أَن يُعَمَّرَۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ»، هم يحتاجون الحياة، والذي يحتاج الحياة لا يملك القوة، أما الذين يقاتلونهم في غزة يذكروننا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الله يقول فيهم « وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيما»، فهؤلاء يبتغون النصر أو الشهادة.

هل يمكن إقامة سلام مع إسرائيل بعد ما شاهدناه من جرائم ضد الإنسانية في غزة؟

إسرائيل لا يمكن أن تكون بلد سلام في يوم من الأيام، لكن يمكن أن يكون هناك سلام مع اليهود الذين لا يعشقون سفك الدماء ويريدون العيش في سلام، اليهود كانوا ولا يزالوا يعيشون في البلدان العربية والإسلامية في أمان، ونحن نحترم اليهود الذين يريدون العيش معنا في سلام كما نحترم كل الناس، السلام عندنا مطلوب، الله عندنا اسمه السلام، وشعارنا في الدنيا هو السلام، والله تعالى يقول «وإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فاجْنَحْ لَها وتَوَكَّلْ عَلى اللَّهِ».

كلما حدثت حرب مع إسرائيل يتحدث البعض عن نبوءات زوال إسرائيل.. كيف ترى ذلك؟

نبوءات زوال الدولة الصهيونية معروفة في القرآن والسنة، الذين يريدون أن يجعلوا لأنفسهم دولة ويقتلون جيرانهم نهايتهم معروفة بنص القرآن، يقول تعالى في سورة الإسراء «وَقُلْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ لِبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا»، اليهود الحقيقيون لم يأتوا إلى أرض فلسطين، ولم يخرجوا الناس من ديارهم، ولم يقتلوا الأطفال.

ما هو تقييمكم لموقف الأزهر مما يحدث في غزة؟

موقف الأزهر لا يخالف موقف الدولة في هذا الصدد، الدولة حرصت على القضية الفلسطينية، وأعلنت في قرارها السياسي الذي نجله ونحترمه، بأن تهجير الفلسطينيية وأهل غزة إلى سيناء معناه القضاء على القضية الفلسطينية، ومصر لا تقبل بذلك، ونحن نصفق لذلك، ونقول، نعم القرار، ونحن من خلفه، وسنظل عليه، فالأزهر يخرج بياناته انطلاقا من المسئولية التي وضعت على عاتقه، ويعبر عن شعور المسلمين في مصر والعالم الإسلامي. 

كلمة أخيرة؟

على الذين يطعنون في الإسلام والأديان أن يقرأوا في الأديان جيدا، ولا تكون لهم أحكاما مسبقة قبل أن يكتبوا، فالزعم بأن الإسلام جاء بالسيف والقهر كلام مستهلك ومرسل، هؤلاء لم يكتبوا سطرا واحدا عن الصهيونية، ولا عن حرب الصهاينة ضد العرب في 1967، 1973، يدعي هؤلاء الذين يطعنون في كتاب ربنا وفي سنة نبينا وفي أزهرنا، أن الأزهر يخرج إرهابيين ومتطرفين، لو كنا كذلك لتفجر العالم، الأزهر يخرج كل عام 40 ألف وافد ويصدرهم إلى العالم، الإسلام لا يخرج متطرفين ولا إرهابيين، إنما يخرج علماء وأدباء ورواد نهضة.