رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«هنوصلك».. تحديات تهدد خطة «التضامن» لاستخراج مليون بطاقة خدمات متكاملة لذوى الإعاقة

حملة «هنوصلك»
حملة «هنوصلك»

تواصل وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ حملة «هنوصلك»، التي أطلقت أواخر العام الماضي وتستهدف استخراج مليون بطاقة خدمات متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، من مختلف محافظات الجمهورية.

وتحرص الوزارة بشكل شبه رسمي على الإعلان عن خريطة عناوين وأماكن الحملة بالمحافظات بشكل شبه يومي عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب بيان صحفي في 30 أكتوبر 2023، فإن الحملة تستهدف التيسير على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، إيمانًا من الدولة بأهمية وصول الخدمات لمستحقيها، خاصة للفئات غير القادرة على التنقل أو غير القادرة على دفع تكلفة المواصلات للوصول إلى أماكن الخدمة.

وأكدت أن الوزارة تتوسع في التعاون مع منظمات المجتمع المدني النشطة والتي يتوفر لديها أعداد غفيرة من المتطوعين مثل مؤسسة «صناع الحياة مصر» وجمعية «الهلال الأحمر المصري»، كما يقدم المحافظون كل الدعم والمساندة في تيسير مهام حملات «هنوصلك» لتوفير أفضل خدمات ممكنة للأشخاص ذوي الإعاقة.

ويشارك في هذه الحملة 3500 متطوع من مؤسسة «صناع الحياة مصر» من مختلف المحافظات، لتسجيل الأشخاص ذوي الإعاقة بدرجاتهم المختلفة وبكافة أنواع الإعاقة في قرى 21 محافظة حتى يتم استكمال الإجراءات اللازمة لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة حين استحقاقهم.

كما يقوم متطوعو «الهلال الأحمر المصري» بحملات ميدانية في محافظات الجمهورية لتنفيذ وتسجيل الاستمارات لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة.

وتقوم الحملة -أيضًا- بالتنسيق مع مكاتب التأهيل التي وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي لأول مرة بتنقلها من أماكنها بالتوازي مع الحملات.

وتسمح بطاقة الخدمات المتكاملة، لحاملها بالحصول على العديد من المميزات، منها الحصول على الرعاية والتأمين الصحي، وحق الدمج في المدارس والجامعات، وحق التعيين بنسبة 5% من إجمالي الوظائف، والحصول على خصم بوسائل المواصلات المختلفة، وحق الحصول على خصومات بمراكز الشباب وبالأماكن السياحية والأثرية، والإعفاء من الرسوم الجمركية على الأجهزة التعويضية والسيارات، والأسبقية في الحصول على سكن اجتماعي.

ورغم أن الوزارة تعلق أمالا كثيرة على هذه المبادرة في حل مشكلات ذوي الإعاقة المرتبطة بكارت الخدمات المتكاملة، إلا أن هناك جدلا حول نتائج الحملة على أرض الواقع وجدواها من عدمه.

وفي هذا السياق، قال إسلام طاهر، مدير مكتب التأهيل بالمعادي، إن الحملة حققت نتائج إيجابية، لعل أبرزها هو التوعية، بشأن الكارت ومميزاته، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من القرى والنجوع كشفت هنوصلك عن عدم معرفتهم بها.

وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن مكاتب التأهيل التي تشارك في الحملات تساعد المواطنين بشكل كبير في كيفية عمل كارت الخدمات من خلال التسجيل في القومسيون الطبي، وكذلك إخطارهم بوصول تقاريرهم من عدمه، ومن ثم إبلاغهم بمواعيد الذهاب لعمل الإجراءات، وهذا بالنسبة لأصحاب الإعاقات البسيطة والمتوسطة، أما بالنسبة للإعاقات بالغة الشدة والشديدة، فإننا نذهب إليها وذلك بعد إجراء عمليات مسح للمنطقة، حول أصحاب الإعاقات وأماكن وجودهم.

وأشار «طاهر»، إلى أن الحملة في بدايتها واجهت الكثير من التحديات التي تتعلق بعدم معرفة الأماكن والمناطق، ولكن الوزارة وفرق صناع الحياة، والهلال الأحمر ذللوا تلك الصعاب من خلال خبرتهم ومعرفتهم بالأماكن.

وتابع أن الفترة الحالية تشهد تسهيلا كبيرا في عمل الحملة، من خلال مبادرات التوعية التي أصبحت على أشدها على عكس ما كان يحدث في السابق، فقد أصبح هناك سرعة في إجراءات التسجيل على موقع وزارة الصحة.

ليس لها تأثير

في المقابل، يرى عمرو نصار، مؤسس الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، إن الحملة لم تحدث أي تأثير بالنسبة لأزمات الكارت، مشيرا إلى أن هناك مشكلة قائمة منذ 2019، لم يتم حلها تتعلق بتأخر إصدار كارت الخدمات المتكاملة، والتأخر في تحديد مواعيد الكشف الطبي.

وأضاف، في تصريح خاص لـ«النبأ»: «نحن على أمل أن تتلافى الوزارة تلك الأخطاء، ولكن كيف يتم ذلك في ظل سوء معاملة مكاتب التأهيل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، فلا يمكن القياس على تلك الحملات».

وتابع «نصار»، أن هناك إشكالية تتعلق بأن هذه الحملة غير معروفة بشكل كبير بين المواطنين وليست «مسمعة»، معقبا: «كفكرة ممتازة، ولكنها شو وتفتقد إلى آليات التنفيذ ولا نلمس لها أي ناتج أو تحقيق إنجاز ملموس، وعائد إيجاب على أرض الواقع».

وتابع: «مازلنا نتلقى شكاوى تأخر الإصدار، وننتظر شهور حتى صدور كارت الخدمات، وكذلك استغلال بعض مكاتب التأهيل».

وناشد «نصار»، سرعة إصدار كارت الخدمات المتكاملة أو توفير آلية بديلة حتى خروجه؛ لأن الحياة تتوقف بالنسبة لصاحب الإعاقة بدونها والذي لا يستطيع التقديم لوظيفة أو الحصول على معاش أو حتى التقدم على شقق إسكان اجتماعي.