رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قيادي سابق بالمخابرات الحربية يكشف لـ«النبأ»: تفاصيل خطة هجوم المقاومة الفلسطينية المباغت على إسرائيل

تفاصيل هجوم المقاومة
تفاصيل هجوم المقاومة المباغت على إسرائيل

اللواء وائل ربيع: السعودية ستراجع موقفها من التطبيع.. والعرب أدركوا أن جيش إسرائيل لم يُعد مخيفا

المقاومة الفلسطينية شنت عملية عسكرية بامتياز.. ونفذت تكتيكات الجيوش النظامية

إسرائيل فشلت فى تحقيق أهدافها من كل الحروب التي خاضتها ضد قطاع غزة

حادثة الإسكندرية «خايبة» وستؤثر على وساطة مصر فى ملف الأسرى

 الاغتيالات لن تكون فى محلها والهجوم أثبت فشل منظومة الاستخبارات الإسرائيلية

اللواء وائل ربيع

بلا أدنى شك أصاب الهجوم المفاجئ والمباغت للمقاومة الفلسطينية، على إسرائيل أمريكا والغرب بالصدمة والذهول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سيكون سببًا رئيسيًا في مراجعة بعض القادة العرب مواقفهم جيدًا من مسألة التطبيع مع الجانب الإسرائيلي بعدما كان الدمج الإسرائيلي العربي قاب قوسين أو أدنى.

وفي هذا السياق، يرى اللواء أركان حرب وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة والقيادى السابق بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع ومستشار أكاديمية ناصر، أن ما ظهر عليه الجيش الإسرائيلي من ضعف يكشف أنه لم يعد الجيش المخيف.

وتوقع «ربيع»، أن تعيد المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية التفكير في موضوع التطبيع مع إسرائيل، مؤكدا أن عملية طوفان الأقصى أخرت الكثير من المخططات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى.

وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن هذه العملية سيكون لها تأثير سلبي على مستقبل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن أي تقدم في القضية الفلسطينية سيكون على حساب المقاومة وحركة حماس.

وأضاف أن الدرس الأول من هذا الهجوم الذي قامت به حماس والجهاد الإسلامي هو عنصر المفاجأة، وهذا العنصر كان أحد الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 1973، بالإضافة إلى أن هذا الهجوم تم يوم السبت، وهو يوم عطلة في إسرائيل.

وأكد اللواء وائل ربيع، أن المقاومة الفلسطينية نفذت أساليب وتكتيكات الجيوش النظامية، حيث بدأت بقصف صاروخي بعيد وقريب المدى، ثم تعمية نقاط وأبراج المراقبة، ثم الهجوم، ومع الهجوم من الخط الأمامي الهجوم من خلف الخطوط بواسطة المظلات الخفاش، ثم عبور بالمشاة حتى دخول المستوطنات الإسرائيلية، وبعد دخول المستوطنات الإسرائيلية هرب المستوطنون وتركوا بيوتهم، وتزامنا مع ذلك دخلت المقاومة حوالى 20 كيلو مترا خارج قطاع غزة، ودخلت بعض القواعد العسكرية الموجودة هناك، وهذا سبب شللا كبيرا في تفكير القيادة الإسرائيلية.

وتابع، القيادى السابق بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، أن هذا الهجوم المفاجئ أثبت فشل منظومة الاستخبارات الإسرائيلية، لا سيما وأن إسرائيل تمتلك منظومة متطورة جدًا من أجهزة التجسس الإلكتروني والتنصت على التليفونات، وخاصة الوحدة 8200، كل ذلك فشل في توقع هجوم حماس والجهاد الإسلامي.

ولفت إلى أن نجاح حماس في أسر عدد كبير من الجنود والضباط والرتب الكبيرة نقطة قوية ومهمة جدًا في صالح المقاومة؛ من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهو أحد الأهداف الرئيسية لهذه العملية.

وعن أسباب قيام حماس وحركات المقاومة بهذا الهجوم المفاجئ، قال اللواء وائل ربيع، إن هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى قيام المقاومة الفلسطينية بهذه العملية منها، ما يحدث من انتهاكات داخل المسجد الأقصى وتدنيسه، وكذلك ممارسات السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ومنعهم من دخول المسجد الأقصى للصلاة، بالإضافة إلى تصرفات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو وبن غفير، التي تسعى إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

وتابع: «أيضًا الممارسات التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهذا كان أحد أسباب قيام حركة حماس بأسر أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، من أجل مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وهذا يؤكد أن العملية التي قامت بها حركة حماس ليس مجرد عملية عسكرية فقط، لكنها عملية عسكرية نوعية مخطط لها على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أن هناك أسلحة جديدة استخدمتها المقاومة في هذا الهجوم مثل الطائرات المسيرة التي تقوم باسقاط القنابل على الأهداف الإسرائيلية، وبالتالي هذا الهجود يؤكد على وجود تخطيط جيد للعملية وإصرار على تحقيق الهدف».

وعن السيناريوهات المتوقعة لهذه الحرب، قال اللواء وائل ربيع، إن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من كل الحروب التي خاضتها ضد قطاع غزة منذ حرب لبنان في 2006، وفي كل مرة كانت تقوم بتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، وتقوم بعمليات اغتيال ضد قيادات المقاومة، وبالتالي يتوقع أن تحاول إسرائيل تكرار نفس السيناريو وتقوم بتدمير البنية التحتية في قطاع غزة واغتيال بعض القيادات في المقاومة، لكنه استدرك، أن هذه الاغتيالات لن تكون في محلها بسبب أن قيادات المقاومة تعلموا الدرس وأصبحوا لا يستخدمون التليفونات أو التكنولوجيا الحديثة.

وتوقع «ربيع»، أن تقوم إسرائيل باجتياح قطاع غزة من أجل حفظ ماء الوجه والتغطية على الهزيمة والخسائر التي تكبدتها في هذه العملية، وبعد أن بدأت صورتها تهتز بشدة، والتي دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان حالة الحرب وتشكيل حكومة طوارئ برئاسته؛ من أجل الخروج من هذا المأزق، وبعد أن وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ما حدث بأنه الأسوأ على إسرائيل منذ حرب 1973.

ولم يستبعد مستشار أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية، قيام إسرائيل بالضغط على سكان غزة من أجل طرد قيادات المقاومة خارج القطاع، كما حدث في مخيم عين الحلوة في لبنان عندما قامت إسرائيل بمحاصرة المخيم واشترطت خروج قيادات المقاومة لفك الحصار، ولعبت مصر دور الوسيط في هذه الأزمة. 

وعن حادثة الإسكندرية، التي قام فيها أمين شرطة مصري بقتل اثنين من السياح الإسرائيليين، قال اللواء وائل ربيع، إن هذه الحادثة التي وصفها بـ«الهبلة» و«الخايبة» لا لزوم لها وسيكون لها تأثير سلبي على العلاقات المصرية الإسرائيلية، وسيكون لها تأثير سلبي على الوساطة المصرية في ملف تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأوضح أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة والعالم المؤهلة للقيام بدور الوساطة بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية لا سيما في ظل رفض إسرائيل التعامل مع حركة حماس، وهو أحد أسباب حفاظ مصر على علاقتها بإسرائيل، بالإضافة إلى الخبرة الكبيرة للدولة المصرية في التعامل مع ملف القضية الفلسطينية.

وأكد أن الطرفين في حاجة ملحة إلى مصر في إدارة ملف تبادل الأسرى، لا سيما وأن مصر نجحت في السابق في إدارة ملف الجندي شليط، ولها خبرة كبيرة في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس سيأخذ الكثير من المناقشات.

وعن مدى تأثر صورة إسرائيل العسكرية، والتي كانت توصف دائما بالقوة التي لا تقهر، بسبب هذه العملية، قال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي، قال قبل حرب 1973، إن تدمير خط بارليف يحتاج إلى سلاح المهندسين الأمريكي والروسي، وبعد الحرب قال إن خط بارليف تحول إلى قطعة من الجبن، مشيرا إلى أن عملية «طوفان الأقصى»، أثبتت أن الجيش الإسرائيلي «هش»، وأنه جيش لا يستطيع أن يحارب، وهذا ظهر من حالة الاستسلام التي ظهرت على الجنود والضباط التي قامت حركة حماس بأسرهم، رغم الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.