رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر «انتفاضة» الدولة على كارثة «الانفجار السكانى» قبل الانتخابات الرئاسية

سر «انتفاضة» الدولة
سر «انتفاضة» الدولة على «الانفجار السكانى» قبل الانتخابات

تحركات كبيرة ونشطة قامت بها أجهزة الدولة المصرية الأيام القليلة الماضية في قضية الزيادة السكانية، منها عقد المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وإصدار الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، وإصدار لجنة المحور المجتمعي في الحوار الوطني توصياتها عن القضية السكانية.

ويأتي لغز التحرك تجاه تلك القضية الخطيرة في التوقيت الذي جاء بالقرب من استعدادات الدولة لعقد انتخابات الرئاسة. 

الرئيس يفجر قضية «الهجرة المشروعة» 

وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، من أن الزيادة السكانية من أخطر القضايا التي تواجه مصر وإفريقيا والعالم، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق منظومة جيدة للتعليم بتكاليف مرتفعة في ظل الحجم الضخم من السكان، مشيرا إلى أن الإنجاب حرية كاملة وعدم تنظيمه يتسبب في كارثة للدولة.

وأضاف «السيسي»، أن «دولة صربيا لما الوزيرة اتكلمت عن موضوع المشكلة "نقص المواليد"، قد تكون فرصة كبيرة.. تنظيم الهجرة المشروعة، الهجرة المشروعة حل مش هنودي الناس تقعد في صربيا وتاخدها، طاقة عمل موجودة تحقق عوائد للاقتصاد في الدول دي، توفير موارد مالية، النظام الصحي فرصة كبيرة، يا جماعة تصوروا حالة الهجرة الشرعية لمواجهة نقص العمالة في أي دولة يتم التنسيق والتفاهم وتقديم هذه العمالة بشكل أو آخر لمدة محددة».

مؤتمر دولي سنوي

وقال الرئيس السيسي، إن الدولة المصرية على أتم استعداد لتنظيم المؤتمر العالمي الأول للسكان والصحة والتنمية، بشكل سنوي، لأنه منصة كبيرة ومهمة جدًا يطرح فيها قضية الزيادة السكانية، مبينًا: «المؤتمر منصة نطرح فيها هذه القضية الكبيرة جدا وهي مشكلة السكان».

وأضاف، أن هناك دولًا كثيرة بالعالم تعاني من المشكلة السكانية، موضحًا: «بنظرة شاملة.. موارد العالم هل هتبقى كافية أو هل تلبي هذا الحجم من السكان؟ وما يحدث في مصر يمكن أن يكون بشكل آخر يحدث في العالم، هناك دول استطاعت السيطرة على عملية النمو السكاني وفيه دول كتير لم تستطع ذلك».

الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين أبرز أهداف «الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية»

وأثناء المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية، تم الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية 2023-2030.

وقالت وزارة الصحة والسكان، إن الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية «2023 / 2030»، تُبنى على 7 محاور، وهي «ضمان الحقوق الإنجابية، الاستثمار فى الطاقة البشرية، تدعيم دور المرأة، التعليم والتعلم، الاتصال والإعلام من أجل التنمية، محور السكان والبيئة "التغيرات المناخية وديناميكية السكان"، محور حوكمة الملف الســـكاني».

ولفتت إلى أنها تستهدف تحقيق التوازن بين السكان والتنمية من خلال تعزيـز الصحـة الإنجابية، وتمكين المرأة، والاســـتثمار فـــي الشـــباب، وتحســـين فـــرص التعليـــم، ورفـــع الوعي بالقضايا السكانية، فضلًا عن تحــقـيــــق الـرفاهية الاجـتـماعية والاقتصادية لجميع المواطنين.

أبرز 9 أزمات مجتمعية طارئة على رأس توصيات الحوار الوطنى المعروضة على «الرئيس»

وكانت لجنة القضية السكانية في لجنة المحور المجتمعي في الحوار الوطني، قد أصدرت عددا من التوصيات بخصوص هذه القضية منها، أن القضية السكانية لن تحل إلا بلا مركزية، وحسم سن الزواج، وحسم التسرب من التعليم، والقضاء على عمالة الأطفال، وتغير الأفكار الموروثة، وتوعية الشباب بأهمية التعليم، وإعداد سياسة سكانية مرنة لكل محافظة بها، وزيادة تمثيل الشباب في المجالس الإقليمية للسكان، وإشراك الشباب في وضع خطط وسياسات السكان، من خلال الكيانات الشبابية الفاعلية، والعمل على تبني مشروعات قوانين لإيجاد حلول غير تقليدية «خارج الصندوق» للمواجهة العاجلة لقضية الزيادة السكانية، وضرورة الوصول برسائل التوعية إلى الفئات المستهدفة في الريف والمناطق النائية في كافة محافظات الجمهورية، والعمل على توطين صناعة وسائل تنظيم الأسرة، وتفعيل المشروع القومي لتنمية الأسرة، ووجود استراتيجيات واضحة المعالم.

برلمانيون يشيدون بجهود الرئيس لمواجهة الزيادة السكانية

واعتبرت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن تنظيم الهجرة الشرعية من أهم القضايا المهمة التى جاءت فى كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر العالمي  للصحة والسكان والتنمية؛ لكونها بمثابة خارطة طريق لمواجهة الأزمة السكانية، بعد أن كشف الرئيس حجم وخطورة الزيادة السكانية والتنبيه لها بكل وضوح، مشيدة بإطلاق استراتيجية السكان وهو تكليل لجهود الدولة في مواجهتها في الحاضر والمستقبل.

وأشادت «درويش» بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للسكان والاستراتيجية العامة للصحة في مصر على هامش أعمال هذا الحدث العالمى وهو ما يؤكد على تعامل مصر مع هذه القضية من منظور شامل وفق توجيهات الرئيس السيسي، مؤكدة أن استضافة مصر للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية 2023 يعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية بملف الصحة والسكان، خاصة أن هذا الملف يحظى باهتمام كبير من جانب القيادة السياسية.

أما المهندس أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، فقد أشاد باقتراح الرئيس السيسي بدعم وتعزيز الهجرة المنظمة إلى الدول التي تعانى من تراجع في عدد السكان، وتواجه أزمة في توفير العمالة، مؤكدا على ضرورة أن تتكامل الجهود العالمية؛ من أجل مواجهة التحديات والمخاطر العالمية ومن بينها الزيادة السكانية، مشددا على ضرورة تطوير استراتيجية السكان التي تتبناها الدولة المصرية بما يتناسب مع مخرجات هذا المؤتمر لزيادة فعاليتها وقدرتها على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع المصري.

ويقول النائب محمد علي أبو حجازي، عضو مجلس الشيوخ، إن الرئيس السيسي وضع المشكلة السكانية على رأس أولويات الدولة المصرية، في ظل تهديدها لقدرة الدولة على النمو، وحرصا على تعزيز مبدأ الحق في الحياة من خلال السعي الدؤوب لتحسين مستوى معيشة المصريين بكافة ربوع مصر وصولا للريف المصري.

وأشار إلى أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسكان، والاستراتيجية العامة للصحة في مصر على هامش أعمال المؤتمر، يؤكد على تعامل مصر مع هذه القضية من منظور شامل وفق توجيهات الرئيس السيسي. 

أما المهندس عبد السلام الجبلى، رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، ثمن خطوات الدولة بقيادة الرئيس السيسي التى تعمل على مواجهة تلك القضية، وفي نفس الوقت تحاول زيادة معدلات الإنتاج وتحسين معيشة المواطن، من خلال المشروعات القومية مثل مبادرة «حياة كريمة» وكذلك المبادرات الرئاسية للصحة والتأمين الصحي الشامل والقضاء على العشوائيات وغيرها. 

وأكد رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، أهمية الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، لمواجهة تلك القضية بمشاركة كافة مؤسسات الدولة فيها بشكل متكامل، بهدف الاستثمار في البشر وضمان الحقوق الإنجابية، والتى تتضمن تنظيم الأسرة بكل أبعاده، وكيفية دمج خدماتها مع الصحة الأولية، وكذلك توفير وسائل بطرق مختلفة غير تقليدية، والمشورة الشاملة والتسويق المجتمعي لتنظيم الأسرة بتوزيع الرائدات بشكل مختلف، وكذلك الاهتمام بالمسنين ووضع خطط للتعامل مع تلك الفئة.

حزب «الجمهورى الحر»: لا علاقة للموضوع بالانتخابات.. والرئيس لا يبحث عن الشعبية

ويقول الدكتور حسام عبد الرحمن، رئيس حزب الجمهوري الحر، إن الانفجار السكاني يلتهم أكثر من 75% مما تحقق من إنجازات وتنمية غير مسبوقة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأكد أن الشعب لم يشعر بهذه التنمية بسبب الانفجار السكاني، وهذا يتطلب سن قوانين وتشريعات قوية جدا تمنح امتيازات لمن يلتزم بتنظيم الأسرة وترفع الدعم عن من يتجاهل التنظيم، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يريد من خلال الهجرة المشروعة، تقنين الهجرة، بحيث تكون الهجرة من خلال عقود عمل ومن خلال وزارة الهجرة ووزارة القوى العاملة.

وأكد أن الرئيس السيسي حمى أوروبا كلها من الهجرة غير المشروعة، مشددا على أن الحزب يدعم الرئيس السيسي في موضوع الهجرة غير المشروعة، وفي ترشيحه لرئاسة الجمهورية، لأنه الأصلح ومن أجل استكمال الإنجازات غير المسبوقة التي تمت وتتم في عهده.

وشدد على عدم وجود علاقة بين تحركات الدولة للتصدى للزيادة السكانية وبين الانتخابات الرئاسية القادمة، مشيرا إلى أن الرئيس يعمل ما في صالح الوطن ولا يلتفت إلى الشعبية أو الانتخابات، ولا يرد على الخصوم أو المعارضين في الداخل أو الخارج الذين يسعون لتعطيله وهو يؤدي عمله بأمانة وإخلاص.

واختتم حديثه مؤكدًا، أن ما تحقق في عهد الرئيس السيسي من إنجازات في سنوات قليلة عجز غيره عن تحقيقها في سنوات كثيرة.